ندوة الأمن الصحي بطنجة تحمل المسؤولين تدهور الأوضاع الصحية وتعتبر مدينة طنجة مدينة منكوبة صحيا
نظم كل من “تكتل جمعيات طنجة الكبرى” و”رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة” ندوة حول: “الأمن الصحي للمواطنين بطنجة: الواقع والتحديات”، وذلك يوم الخميس 04 يوليوز 2013 بمقر مجلس الجهة بطنجة. حيث عرفت الندوة مشاركة العديد من الجمعيات الفاعلة بالمجتمع ا
نظم كل من “تكتل جمعيات طنجة الكبرى” و”رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة” ندوة حول: “الأمن الصحي للمواطنين بطنجة: الواقع والتحديات”، وذلك يوم الخميس 04 يوليوز 2013 بمقر مجلس الجهة بطنجة. حيث عرفت الندوة مشاركة العديد من الجمعيات الفاعلة بالمجتمع المدني بطنجة وثلة من المهتمين بموضوع الأمن الصحي تحديدا.
وقد جاءت هذه الندوة في سياق تفاعلات الحادث المؤسف الذي راح ضحيته أربعة أشخاص من أسرة واحدة نتيجة إختناق حاد بسبب دخان حريق بمنزل بحي الزاودية بمقاطعة السواني، والذي كان محل تقرير مفصل أشرفت عليه الهيئات المنظمة للندوة والذي أماط اللثام عن معطيات خطيرة مرتبطة بالأمن الصحي للمواطنين في مدينة طنجة.
وقد افتتحت الندوة بقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا الحادث المؤلم، بعد ذلك تدخل كل من السادة الدكتور منير المراكشي والأستاذ مصطفى أقبيب والأستاذ محمد منصور، حيث تم تقديم عروض حول الإشكاليات المرتبطة بموضوع الندوة، سواءا تعلق الأمر بجانب التشريعات والقوانين المؤطرة والضامنة للحق في الصحة والأمن الصحي والمستمدة من مقاصد الدين الإسلامي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان وكذا قوانين منظمة الصحة العالمية والدستور المغربي والقوانين الوطنية. حيث تم تتبع اثر هذه النصوص على أرض الواقع وتسجيل النقص الفادح في الإمكانيات المرصودة لقطاع الصحة والنجدة والوقاية بالمدينة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، يستقبل قسم المستعجلات يوميا ما يزيد عن 500 حالة لا يؤطرها إلا طبيبان وممرضان بطاقة استيعابية لا تتجاوز 09 أسرة وهي حالة أسوء من حالة المستشفيات الميدانية المقامة خلال الكوارث والحروب، كما أن حالة باقي المرافق الصحية لا تقل سوءا وترديا. من ناحية أخرى، لا تتوفر طنجة إلا على 120 موظف في الوقاية المدنية وهي نسبة كارثية بالمقارنة مع حجم السكان والمعدلات الدولية، هذه الأطر تشتغل في غياب وسائل العمل والتكوين الضرورية وفي ظروف تدخل جد معقدة، تزداد تفاقما بالنظر إلى سوء التخطيط العمراني وضيق الطرقات والممرات حيث يزيد من صعوبة التدخل والإنقاذ والوصول في الوقت المناسب.
وبعد تقديم العروض حرص المتدخلين على تسجيل إستغرابهم لغياب المسؤولين الذين استدعوا للقاء بالرغم مما يحتم عليه موقعهم من ضرورة التواصل مع المواطنين والمجتمع المدني، كما سجلوا من ناحية أخرى التدهور المضطرد للحالة الصحية بطنجة بسبب النمو الديموغرافي الكبير والمتسم بسوء المواكبة وترهل البنيات في ظل تقصير المؤسسات المنتخبة والسلطات الولائية، كما تتجلى كذلك في الوضع المزري لحالة مستشفى محمد الخامس وخاصة قسم المستعجلات فيه والظروف اللاإنسانية التي يعيشها المرضى والأطباء والممرضين على حد سواء، لدرجة تجعل المرضى يفترشون الأرض ويتقاسمون الأسرة لقلة عددها.
وحتى يكون هذا الحادث عبرة وحتى لا تتكرر مآسي مشابهة مستقبلا، وذلك عبر وضع اليد عن مكامن الخلل في منظومة الأمن الصحي: إبتداءا من وسائل الإنقاذ والنجدة إلى مصالح الإستشفاء والمستعجلات، وصولا إلى التربية والثقافة الصحية. فقد شدد المشاركون في ختام أشغال الندوة على ما يلي:
– قلقهم البالغ للتدهور المضطرد للأمن الصحي للمواطن بالمدينة، واعتبارهم مدينة طنجة مدينة منكوبة صحيا.
– إستيائهم الشديد من غياب المسؤولين وقلة تفاعلهم مع مبادرات المجتمع المدني واستخفافهم بأمن وسلامة الساكنة.
– تحميل السلطات المحلية والمجلس الجماعي المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الأوضاع المتردية للقطاع بالمدينة.
– إصرار المجتمع المدني عن حق ساكنة المدينة في حياة آمنة وحماية صحية معقولة.
– الإعلان عن تشكيل مجلس محلي للحق في الأمن الصحي بالمدينة، مكون من 24 عضو من مختلف الجمعيات المشاركة، تم انتدابهم لمتابعة هذا الموضوع وبلورة خطط عمل مستقبلية.
– شكر وسائل الإعلام المختلفة على مواكبتها لملفات المواطنين بالمدينة والتي تظل القناة الوحيدة لإسماع صوت الساكنة في ظل تواطؤ وتقاعس مسؤولي المدينة عن القيام بواجبهم.
تكتل جمعيات طنجة الكبرى / رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة