البعوض يسرح ويمرح في طنجة.. والجماعة تبحث عن بخّاخ مفقود!

تحوّلت ليالي مدينة طنجة في الأيام الأخيرة إلى جلسات إجبارية مع البعوض، حيث لم يعد النوم متاحًا دون موسيقى طنينه الحادة ولدغاته المفاجئة التي لم تترك منزلًا إلا وزارته، وكأننا في موسم استقبال غير رسمي لكائنات صغيرة لكنّها مزعجة.

الساكنة، التي ضاقت ذرعًا بالوضع، عبّرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائها من الانتشار الواسع لهذه الحشرات، التي أصبحت ضيفًا دائمًا في الأحياء السكنية، من بني مكادة إلى مسنانة، ومن مغوغة إلى المدينة القديمة. ولم تسلم حتى المناطق التي توصف بـ”الراقية”، في إشارة واضحة إلى أن البعوض لا يعترف بالطبقات الاجتماعية.

الغريب، حسب تعبير المواطنين، أن جماعة طنجة تبدو في “وضعية طيران منخفض”، لا ترد ولا تتفاعل، وكأن الأمر لا يعنيها. فلا حملات رشّ ولا تعقيم، وكأن حرب البعوض “شأن فردي” يتكفل به السكان بالنعناع والليمون والمبيدات، بينما تستمر الجماعة في صمتها المريب.

“ألسنا في مدينة تطمح لتكون قطبًا سياحيًا؟ هل ينتظرون منا أن نضع شبكات ضد البعوض في الفنادق أيضًا؟” يتساءل أحد السكان بسخرية، بينما علّق آخر: “ربما الجماعة تعتبر البعوض مشروعًا بيئيًا غير معلن لتحفيز استعمال المبيدات الطبيعية!”.

وتطالب ساكنة طنجة بتدخل فوري من الجهات المختصة، وعلى رأسها المجلس الجماعي، لإطلاق حملات ميدانية حقيقية لمحاربة تكاثر البعوض، خاصة في المناطق التي تعرف تجمعات مائية أو صرفًا صحيًا عشوائيًا، مؤكدين أن “الحق في النوم الهادئ” بات مطلبًا يوميًا.

في انتظار ذلك، لا يسع الطنجاويين إلا الصبر… ومزيد من الكريمات الطاردة، والشموع المعطرة، و”الضرب بالنعال”، في معركة ليلية لا تعرف هدنة.

إعلان

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...