في يوم العيد.. طنجة تنتفض من أجل فلسطين
تحولت شوارع مدينة طنجة، مساء الاثنين فاتح شوال الموافق لأول أيام عيد الفطر، إلى منصة احتجاجية شعبية ضخمة، حيث خرج آلاف المواطنين في مسيرة جماهيرية حاشدة دعماً لفلسطين وتنديداً بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
المسيرة، التي دعت إليها المبادرة المغربية للدعم والنصرة – فرع طنجة، جاءت استجابة لنداء النفير الذي أطلقته حركات المقاومة الفلسطينية قبل أيام، وشكلت واحدة من أكبر التظاهرات من حيث الحضور والتنظيم والتوقيت، خاصة أنها جاءت في يوم العيد، حين يكون المواطنون عادة منشغلين بالأجواء الأسرية والاحتفالية.
لكن في طنجة، كان العيد مختلفاً. فقد اختار سكان المدينة أن يجعلوا منه عيداً للغضب والنصرة، مجسدين مواقفهم الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، ورافعين شعارات ترفض العدوان وتدين التطبيع، مطالبين بإسقاطه وتجريمه، عبر لافتات ضخمة حملت رسائل قوية وواضحة.
واختتمت المسيرة بكلمة مباشرة من الرباط، ألقاها عبد الحفيظ السريتي، عضو السكريتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الذي حيّى ساكنة طنجة على هذا الموقف المشرف، داعياً إياهم إلى الاستمرار في دعم غزة والتصدي لمحاولات التطبيع.
كما عرفت التظاهرة كلمة مؤثرة للدكتور محمد حامي الدين، المسؤول الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بطنجة، الذي أكد فيها أن “عيدنا لغزة، ولن يكون عيدنا سعيداً إلا بتحرير الأقصى”، محذراً من خطورة التطبيع وتهديده لوحدة واستقرار شعوب المنطقة. وأشار إلى أن “العدو الصهيوني الذي انهزم في 7 أكتوبر، لا يمكن أن يقتل أهل غزة ثم يأتي ليقضي عطلته في مراكش”، داعياً إلى التوحد على قاعدتي: دعم فلسطين وإسقاط التطبيع.
وحضر المسيرة أيضاً عدد من الوجوه البارزة، من بينهم المهندس عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، وأول منسق للمبادرة المغربية للدعم والنصرة، تأكيداً على استمرارية الدعم الشعبي المغربي لفلسطين منذ سنوات.
كانت طنجة في يوم العيد، على موعد مع وقفة عزّ جديدة، أعادت التأكيد أن قضية فلسطين ليست مجرد شعار، بل التزام دائم ووجدان لا يُنسى.