بين الامتنان والحزن: والدة الشاب الجزائري إسحاق تشكر المغرب لتعاونه بعد مأساة غرق ابنها
أمواج المتوسط تبتلع أحلام الشباب.. إسحاق نموذجًا
في ليلة عاصفة من ليالي فبراير، قرر العديد من الشباب المغاربة والجزائريين المغامرة بحياتهم في محاولة للوصول إلى سبتة المحتلة عبر البحر. كانت الرياح عاتية، والأمواج عالية، ولكنهم لم يروا في ذلك عائقًا يمنعهم من السعي وراء حياة أفضل. كان من بين هؤلاء الشاب الجزائري إسحاق دجيدجا، البالغ من العمر 26 عامًا، والذي انتهت رحلته بحادث مأساوي أدى إلى وفاته.
انطلقت رحلة إسحاق من مدينة المضيق، مرتديًا بدلة غطس سوداء، وسروالًا أزرق، وقميصًا أخضر، حاملاً هاتفًا من طراز iPhone XR أزرق اللون. لكن بعد محاولته عبور البحر العاصف، اختفى دون أثر، ما أثار قلق عائلته التي فقدت الاتصال به. وبعد أيام، تم العثور على جثته على أحد شواطئ المغرب، حيث تأكدت وفاته في حادث غرق مأساوي.
وبعد التأكد من هويته، تم نقل جثمان إسحاق إلى الجزائر، حيث تمكنت عائلته أخيرًا من وداعه ودفنه في أرض وطنه. وأعربت والدته عن امتنانها للسلطات المغربية والتسهيلات التي قُدمت لتسريع إجراءات نقل الجثمان، مشيرة إلى أن المغاربة أشقاء في الدين ويشعرون بمعاناة الآخرين.
لكن مأساة إسحاق ليست الوحيدة. في الليلة ذاتها، فُقد العديد من الشباب المغاربة والجزائريين، بينهم قاصرون، ولا يزال البحث جاريًا عنهم. لم تتمكن قوات الإنقاذ من الوصول إلى جميع العالقين بسبب الظروف الصعبة، وما زالت عائلاتهم تأمل في معرفة مصيرهم.
وتطالب منظمات حقوقية وأسر المفقودين بتسريع إجراءات البحث والتعرف على الضحايا، خاصة عبر تبادل المعلومات بين السلطات المغربية والإسبانية والجزائرية. كما تؤكد هذه الجهات على ضرورة تقديم شكاوى رسمية وإجراء تحاليل الحمض النووي للمساعدة في التعرف على الضحايا.
تبقى هذه المآسي جزءًا من الواقع المؤلم للهجرة غير النظامية، حيث يدفع الشباب حياتهم ثمنًا لحلم الوصول إلى أوروبا. وبينما تظل الحدود شاهدة على هذه التراجيديا المتكررة، تبقى معاناة العائلات مستمرة حتى العثور على إجابات لأسئلتهم المؤلمة.