رجاء القاسمي.. الخبرة السينوتقنية بلمسة نسائية في ميناء طنجة المدينة
إعداد: فاتن الفطيني (و.م.ع)
بخطوات واثقة ونظرة ثاقبة، تقوم حارس الأمن السينوتقني، رجاء القاسمي، رفقة كلبها “ميكل” بتمرين محاكاة لعملية بحث عن المخدرات داخل سيارة، في باحة التدريب بقسم الشرطة السينوتقنية بالرباط.
ويبدو جليا أن الشرطية تشكل رفقة شريكها المطيع، وهو من سلالة الراعي الألماني، ثنائيا متماسكا بعدما نسجت رجاء، متسلحة بالصبر والشجاعة والحب الكبير للحيوانات، علاقة خاصة مع شريكها في العمل لأداء مختلف التدخلات والمهمات الميدانية بكل ما يلزمها من فعالية ودقة.
وقد تجلى ذلك بوضوح في تمرين المحاكاة. ففي ثوان قليلة، تمكن الثنائي من كشف الجسم المشبوه المخبأ، ما أسعد “ميكل” الذي تمت مكافأته على الفور بلعبته المفضلة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الشابة السينوتقنية “لقد طورت علاقة تفاهم وثقة حقيقية مع كلبي. فنحن نفهم بعضنا البعض بنظرة واحدة، وأنا متيقنة أنه يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض”.
وأضافت ابنة مدينة فاس، التي التحقت بقسم الشرطة السينوتقنية التابع لمديرية الشرطة القضائية سنة 2022، “لقد نجحنا معا في تنفيذ العديد من عمليات الكشف عن المخدرات والأوراق النقدية”.
وتقوم رجاء المتخصصة في البحث عن المخدرات والأوراق النقدية والمتفجرات، بشجاعة ونكران ذات، بالعديد من المهام “الحساسة” والمهمة جدا، في إطار مكافحة الجريمة وحفظ الأمن العام، مجسدة بذلك نموذجا حيا للمرأة المغربية التي تمارس مهامها بشغف وإصرار في خدمة وطنها.
ورفقة كلبها، تضطلع في ميناء طنجة المدينة، الذي يضم محطة خاصة بالمسافرين ومارينا وميناء للصيد، بمهام “تمشيط جميع مرافق الميناء وتفتيش الأمتعة والحقائب والمركبات للتأكد من عدم وجود أي خطر محتمل”.
وتعد حارس الأمن رجاء القاسمي واحدة من بين حوالي 30 شرطية امتهن هذا التخصص واخترن مسارا مهنيا ناجحا في مجال الشرطة السينوتقنية، وهي المهنة التي تؤكد أنها فخورة جدا بممارستها ، بعدما كانت حكرا على الرجال لفترة طويلة. فقد مكنها شغفها بعملها، إلى جانب تفانيها وصرامتها، من التميز في هذه المهنة وإضفاء لمستها النسائية الخاصة عليها، وهو ما لاحظه زملاؤها ورؤساؤها.
ويؤكد هؤلاء مدى قدرة رجاء على الجمع بين الليونة والسلطة في تعاملها مع الكلاب، وهو ما أتاح لها نسج علاقة وثيقة مع كلبها وكسب ثقته وطاعته الكاملتين.
وتابعت أنه “من أجل النجاح في هذه المهنة وتشكيل فريق منسجم مع الكلب، ينبغي التحلي بالقوة. لكن القوة البدنية وحدها لا تكفي لذلك. فالقوة الحقيقية للسينوتقني تكمن في صبره ومثابرته وذكائه وطريقة تعامله مع كلبه”.
وتتقاسم الشرطية الشابة حياتها اليومية مع كلبها منذ ثلاث سنوات، في روتين منظم بإتقان. ففي كل صباح، تصطحب حارس الأمن رفيقها “ميكل” في نزهة يومية، تشكل لحظة استرخاء وتواصل مشترك بين هذا الثنائي القوي قبل كل تمرين.
وبعد إحاطة من قائد المجموعة حول سيناريو المحاكاة، تبدأ حارس الأمن رجاء ورفيقها تدريبهما، وهي مرحلة أساسية للحفاظ على “القدرة العملياتية” للثنائي.
وخلصت حارس الأمن السينوتقني، رجاء القاسمي، إلى التعبير عن فخرها بالنجاح في عملها بقسم الشرطة السينوتقنية، وكذا بتمكنها من التوفيق بشكل مثالي بين المتطلبات المهنية والمسؤوليات العائلية.