قرار حجز ببغاوات مصور شفشاون يثير عاصفة من الجدل والتضامن
تحوّلت ساحة وطا الحمام الشهيرة في شفشاون إلى ساحة نقاش حاد بعد قرار مصالح المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بحجز مجموعة من طيور الببغاء التي كان يستخدمها مصور متجول، عرف محليًا بـ”حميد”. القرار أشعل فتيل غضب شعبي واسع النطاق، وتجسد في حملة تضامن رقمية غير مسبوقة تتجاوز حدود المدينة لتصل إلى أرجاء الوطن وخارجه.
منذ لحظة تنفيذ الحجز، تصدّر وسم “#أعيدوا_طيور_حميد” قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على منصات التواصل الاجتماعي، معبّراً عن سخط المتفاعلين إزاء القرار. لم يقتصر الدعم على المواطنين العاديين، بل انخرط فيه فنانون ومؤثرون مغاربة بارزون، على غرار الممثل ياسين أحجام والموسيقي محسن حمود، اللذان استنكرا المساس بمصدر رزق شخص قضى عقدين من الزمن يقدم خدمة سياحية فريدة تساهم في إشعاع المدينة على المستوى العالمي.
تجاوزت أصداء القضية الحدود الوطنية، حيث تفاعل أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج مع الحملة، مستحضرين ذكرياتهم الجميلة وصورهم التذكارية مع الطيور المحجوزة خلال زياراتهم السابقة إلى المدينة الزرقاء.
لم يقتصر تأثير القضية على الفضاء الرقمي، بل وصل إلى قبة البرلمان. فقد وجّه عبد الرحيم بوعزة، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالًا كتابيًا مستعجلاً إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مطالباً بتوضيحات شافية حول دوافع القرار المفاجئ.
وفي مراسلته، أكد بوعزة أن الإجراء أثار “استياءً عميقًا في صفوف الرأي العام المحلي”، خاصة وأن شفشاون تعتمد بشكل كبير على السياحة كمورد اقتصادي رئيسي. وأثار النائب تساؤلات حول أسباب استهداف هذا النشاط الفردي بالتحديد، في حين تشهد المنطقة مظاهر قنص جائر وتهريب لأنواع نادرة من الطيور دون تدخل حازم من الجهات المعنية.
يبقى السؤال مطروحًا: هل ستستجيب الجهات الوصية لمطالب المتضامنين وتتراجع عن القرار، أم ستستمر في نهجها الذي يراه الكثيرون “مجحفًا” في حق رجل ساهم في الترويج لمدينة شفشاون؟ القضية لا تزال قيد المتابعة، وتشير إلى حساسية بالغة تجاه قضايا الرزق والتنمية المستدامة في المناطق السياحية بالمغرب.