مشروع سكني مثير للجدل بطنجة: بين خروقات التهيئة وشبهات ملكية الأرض
أثار مشروع سكني جديد في منطقة مسترخوش بمدينة طنجة جدلاً واسعاً، بعد ظهور اتهامات للمنعش العقاري بعدم الالتزام بتصميم التهيئة المعتمد، وتحويل معالم المشروع عن تصميمه المعماري الأصلي.
ووفق مصادر صحفية، كان المشروع في البداية يهدف إلى توفير مساحات خضراء شاسعة، ومرافق مشتركة تلبي حاجيات السكان، إضافة إلى تصميم هندسي يضمن التناسق والمسافات المدروسة بين المباني. إلا أن التنفيذ على أرض الواقع كشف عن تغييرات كبيرة، بما في ذلك بناء جزء من المشروع على منطقة “محرمة للبناء”، ما أثار موجة من الانتقادات، خصوصاً بين المهتمين بالشأن العمراني في طنجة.
**خروقات تهيئة أم تجاوزات قانونية؟**
المنعش العقاري الذي يقف خلف هذا المشروع يُعتبر شخصية عامة مؤثرة، وهو ما زاد من حدة الجدل، حيث يُفترض أن يكون نموذجاً يُحتذى به في احترام القانون. هذا الواقع دفع العديد من الأصوات للمطالبة بتدخل السلطات المحلية للتحقيق في مدى احترام المشروع لتصميم التهيئة وتعزيز الرقابة على المشاريع العقارية، خاصة تلك التي ترتبط بشخصيات ذات تأثير.
**شبهات ملكية الأرض: قصة مثيرة للريبة**
القضية لم تتوقف عند خروقات التهيئة فقط، بل امتدت إلى شبهات حول ملكية الأرض نفسها. الوثائق التي كُشف عنها تظهر أن الأرض كانت مسجلة باسم سيدة أعدت وثيقة حيازة وتصرف بتاريخ 11 مارس 2003، اعتماداً على شهود معظمهم لا ينتمون إلى منطقة مسترخوش.
بعد أقل من أسبوع، وقّعت السيدة عقد بيع للأرض، ما أثار تساؤلات حول سرعة الإجراءات. ولم يمض وقت طويل حتى واجه المالك الجديد تعرضاً لدى المحافظة العقارية من شخص آخر قدم وثيقة حيازة تعود إلى عام 1944. النزاع انتهى باتفاق بين الطرفين يقضي بتقسيم الأرض وتحفيظها بشكل مشترك، قبل أن تُباع لاحقاً لشخصيات مختلفة، وصولاً إلى المنعش العقاري الحالي.
**تساؤلات تنتظر الإجابة**
اليوم، يتساءل الرأي العام في طنجة عن طبيعة الخروقات التي أحاطت بالمشروع، وعن مدى مصداقية الإجراءات القانونية التي مرّت بها الأرض عبر السنين. ومع تصاعد الجدل، باتت القضية اختباراً حقيقياً لمدى جدية السلطات المحلية في فرض الشفافية واحترام القانون على الجميع، دون استثناء.
تظل الأنظار موجهة نحو مسترخوش، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، وما إذا كانت هذه القضية ستُحدث تغييراً ملموساً في التعامل مع المشاريع العقارية المثيرة للجدل في طنجة.