وسائط التواصل الاجتماعي هل تهدد الحياة الزوجية؟

الرسائل القصيرة أو رسائل واتس آب أو فيسبوك من الأشياء التي قد تتحول لمنغصات تخلق نوعا من الحساسية أحيانا في حياة الزوجين أو الشريكين. يعتبر الكثيرون أن هذه الرسائل من الشئون الشخصية ولا حق لاحد في الاطلاع عليها بمن في ذلك زوجاتهم وأزواجهم.

محمد العمراني – إذاعة هولندا العالمية *
الرسائل القصيرة أو رسائل واتس آب أو فيسبوك من الأشياء التي قد تتحول لمنغصات تخلق نوعا من الحساسية أحيانا في حياة الزوجين أو الشريكين. يعتبر الكثيرون أن هذه الرسائل من الشئون الشخصية ولا حق لاحد في الاطلاع عليها بمن في ذلك زوجاتهم وأزواجهم.

لكن بعض الرجال والنساء يقتلهم الفضول وربما الشكوك ويحتجون أنه ليس هنالك شيء اسمه الخصوصية بين الزوجين وان على كل منهما أن يصبح كتابا مفتوحا للأخر ومن حق أي طرف الاطلاع على رسائل الطرف الاخر. وهناك رأي ثالث قال بوجوب الثقة المتبادلة وارسل واستلم ما شئت.

أس ام اس وواتس آب
يعتبر واتس آب برنامج تراسل فوري شهير، محتكر ومتعدد التخصصات للهواتف الذكية. يمكنك بالإضافة إلى الرسائل الأساسية للمستخدمين، إرسال الصور، الرسائل الصوتية، الفيديو والوسائط. وصار استعماله يزداد يوما بعد الآخر حيث ما خلى هاتف ذكي إلا وتجد فيه هذا التطبيق. لكنه لم يقتصر على الشباب فقط بل دخل عالم المتزوجين أو المرتبطين حيث بدأت تحصل بعض المشاكل بسببه، مثل الشك، أو اهتزاز الثقة بين الزوجين.

استطلاع رأي مبسط
قمت باستطلاع رأي مبسط بين زملائي الهولنديين في العمل فكانت أغلب إجاباتهم تصب في منحى واحد وهو أن العلاقة بين الشريكين أصلها الثقة المتبادلة، ثم أنه هناك فعلا خصوصية لكل واحد منهما. وما إن كان وحصل أن استقبل أحدنا رسالة قصيرة أو رسالة في الواتس آب أو غيرها فإنه يمكننا أن نسأل عن صاحب أو صاحبة الرسالة دون أن نطلب الهاتف للتأكد أو شيء من هذا القبيل. وقال آخر:” أنا لا يمكنني أن أفرض البتة على صديقتي شيئا ما لتفعله أو لألا تفعله لأنها بشر. وأنا أحترمها وأحترم قراراتها مهما كانت. وموه بيده بحركة كأنه يرسم شخصا معينا وقال: إنها إنسانة وليست دمية لأتحكم فيما تفعله.

جانب آخر من الاستطلاع
في الجانب اﻵخر هناك من قال أنه من الضروري والطبيعي أن انظر لهاتف زوجتي وهي كذلك من حقها فعل ذلك. لأنه إذا لم توافق فسيراودني الشك مهما كانت الثقة المشتركة بيننا. وأضاف أنه إذا طلب أحد أطراف العلاقة مراجعة حوارات الطرف الآخر فهذا لا ينم عن عدم وجود الثقة في النفس أو عدم وجودها بين الطرفين. بل يكون ذلك من أجل حماية زوجتي من أشخاص ينحرفون عن المفهوم الحقيقي لاستعمال وسائل التواصل الإجتماعي، حسب فتحي.

حكاية أم وأب إيمان
في اتصال هاتفي مع الطالبة إيمان من الرباط قالت أن الخصوصية في عالم التواصل الاجتماعي تختلف حسب وضعية العلاقة بين الطرفين. فإذا كانا فقط مرتبطين وغير متزوجين فليس من حق أحد منهما الإطلاع على رسائل الآخر، بينما إذا كانا متزوجين فآنذاك تختلف الوضعية التي تجمعهما. وأعطت مثالا بوالديها حيث قالت أن كلا منهما يستعمل الواتس آب لكن إذا حصل أن أراد أحدهما مراقبة رسائل الآخر فلا يمانعان بذلك كليهما وأن ذلك نادرا ما يحصل.

حكاية أمال
اتفقت آمال مع ما قاله الهولنديون فيما يخص مسألة الثقة، حيت اعتبرتها هي الأخرى مسألة أساسية في علاقتها مع صديقها. لكنها قالت بأنها لا تمانع بأن يطلب شريكها النظر في حسابها في الفيسبوك أو على التويتر أو رسائل الواتس آب لأنها لا تقوم بأي شيء دون علمه موضحة أن العلاقة بينهما مبنية على هذا الأساس وأنه لا شيء مخفي بينهما.

من منظور علم النفس
يعتبر الباحث في علم النفس الإجتماعي، الأستاذ مصطفى شكدالي أن المجتمع المغربي تابع للغرب في مسألة الحداثة أما التحديث شكلي وأن اجهزة الحاسوب أو الهاتف النقال تعطينا الاتصال وليس التواصل. وبما أنه العلاقة بين الزوج والزوجة تتسم في غالب الأحيان بعدم التواصل فيكون عندها اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر أو واتس آب كبديل لغياب التواصل، كما تعد هذه الوسائل أريح وأفضل بالنسبة للبعض لأنهم يجدون فيها المكان المناسب للتعبير عن الأشياء المسكوت عنها في العالم الحقيقي، حيث يمكن للمرء أن يحكي الكثير من الأمور التي يسكت عنها أو يستحي من ذكرها في الواقع الحقيقي.
وأضاف شكدالي أن سوشيال ميديا بما فيها الواتس آب هي بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس حيث بينت عمق الإختلاف الحاصل بين الزوجين والناجم عن عدة أسباب لا يمكن حصرها فأصبحت كمثير لجميع الإختلافات والمشاكل التي تحصل بين الشريكين في العالم الحقيقي. كما أنها تتيح للشخص المستعمل أن يلبس قناع واقي من نوع آخر دون إظهار أي شيء عن هويته.

يبقى الإختلاف قائما إذن بين من يعتبر أن الفيسبوك أو الواتس آب أو وسائل السوشيال ميديا هي من ضمن حرية الشخص وبين القائل أنها يجب أن تراقب وأن يكون الطرفان على اطلاع برسائل الآخر.

* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...