مغاربة بلجيكا يستعدون على قدم وساق لاستقبال شهر الصيام

على بعد أيام قلائل من حلول شهر رمضان الكريم، يستعد مغاربة بلجيكا، على غرار أبناء الجالية بباقي الدول الأوروبية، لاستقبال شهر الصيام أحسن استقبال، لاسيما من خلال التزود بمختلف المؤن والمواد التي تزدان بها الموائد الرمضانية وكل ما يحتاجه الصائم، حتى يتسنى له إحياء الشهر الفضيل في أجواء تذكره بالوطن الأم.

ففي بلجيكا، وبروكسيل على وجه الخصوص، ي ظهر المغاربة تشبثا قويا بإحياء العادات والطقوس المميزة لشهر رمضان الأبرك، ويحاولون قدر المستطاع، خلق الأجواء الأصيلة لشهر الصيام، على غرار تلك التي تميز المملكة. فهم يقفون على أدق التفاصيل ويحرصون على التزود بكل ما يلزم لإعداد الوجبات والأطباق التي اعتادوا أن تؤثث الموائد المغربية خلال الشهر الفضيل.

وللوقوف على الحركة الدؤوبة التي تشهدها بروكسيل على مشارف شهر رمضان، يكفي القيام بزيارة لشارع “برابون” التجاري الشهير في وسط العاصمة الأوروبية، الذي يعرف رواجا منقطع النظير خلال هذه الفترة من السنة.

هكذا، تسجل متاجر المواد الغذائية ومحلات بيع الحلويات والتوابل الموجودة بهذا الشارع التابع لمقاطعة “سكاربيك”، والتي تعود غالبيتها للمغاربة، إقبالا كبيرا من مغاربة بلجيكا وأوروبا عموما، فضلا عن باقي الجاليات العربية والمسلمة.

وإلى جانب العرض الوفير من المواد الغذائية والمؤن التي تميز شهر الصيام، تقدم متاجر شارع “برابون” أو “شارع المغاربة” كما يحلو للبعض تسميته، باقة متنوعة وغنية من الملابس المغربية التقليدية، من الجلباب الرجالي والقفطان النسائي إلى الأحذية الجلدية التقليدية، فضلا عن العطور والبخور والس بح التي يحرص المغاربة بقوة على اقتنائها قبل حلول الشهر الأبرك.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول فاطمة التي قدمت من مدينة أنفيرس إلى بروكسيل قصد اقتناء ما يلزمها لاستقبال شهر رمضان، إنها “تجد كل ما تحتاجه خلال شهر الصيام والمناسبات الدينية الأخرى ببروكسيل وشارع +برابون+ على وجه الخصوص. والجميل أن المتاجر الموجودة في هذا الشارع تحرص على استقدام الكثير من المواد من المغرب، مثل التوابل والمكسرات والتمور”.

وتضيف السيدة فاطمة: “هنا في شارع +برابون+ و+لومونيي+ ومولنبيك أيضا، تحس وكأنك تتبضع بإحدى المدن المغربية. لا يمكن أن تحل بهذا المكان دون أن تجد ضالتك. كل شيء هنا يذكر بالوطن وبأجوائه البهيجة والروحية التي تطبع شهر رمضان”.

وفي تصريح مماثل، يؤكد ناصر بنجلون، الذي يملك متجرا لبيع الأزياء التقليدية المغربية والبخور والديكور، أن الأجواء التي تطبع شارع “برابون” قبل أسبوع أو أسبوعين من حلول الشهر الفضيل تكون استثنائية بجميع المقاييس، لاسيما وأنها تتميز بإقبال منقطع النظير من مغاربة بلجيكا وحتى أبناء الجالية القادمين من البلدان المجاورة كهولندا وفرنسا وألمانيا.

ويضيف السيد بنجلون أن “مغاربة أوروبا يتوافدون بكثافة على شارع برابون، لاسيما خلال نهاية الأسبوع. فهم يجدون كل ما يبحثون عنه في رمضان من ملابس ومواد غذائية وحلويات جاهزة كالشباكية والبريوات والسفوف.. إلخ، والتي لا يمكن أن تغيب عن كل مائدة رمضانية مغربية”.

إنها إذن مظاهر بليغة لتشبث مغاربة بلجيكا وسائر أوروبا الراسخ بالموروث والتقاليد المغربية الأصيلة، لاسيما خلال شهر رمضان الفضيل، الذي يشكل مناسبة قيمة تتيح لهم استحضار الأجواء الروحية والثقافية التي طالما ميزت هذا الشهر، والعمل على ترسيخها لدى أبنائهم، الذين وإن لم يروا النور في المملكة، إلا أنهم يظلون متشبثين أيما تشبث بأصولهم وهويتهم المغربية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...