جرى، مساء أمس الثلاثاء بمقر المصنع الملكي للمنسوجات في مدريد، افتتاح معرض “مناظر منسوجة” الذي يحتفي بأصالة الزربية الأمازيغية وبالنساء النساجات في الأطلس الكبير.
ويقدم هذا المعرض المنظم من قبل سفارة المغرب بإسبانيا، والمصنع الملكي للمنسوجات، وورشة “تالاسين”، وهي تعاونية محلية للنساء الأمازيغيات مكرسة لصناعة السجاد المغربي الأصيل، باقة مختارة من الزرابي المحاكة يدويا والمنسوجة على نحو مسطح، من صنع نساجات محترفات باستعمال صوف السيروا الفاخر المخضب بالحناء التي تم قطفها من هضاب الصحراء.
ويهدف هذا الحدث، الذي تشرف عليه المصممة الهندية الشهيرة، كافيتا بامار، إلى تقديم تراث عريق ومتفرد للمغرب باستخدام تقنيات قديمة لنسيج العقدة الأمازيغي وصباغة طبيعية وأشكال تعبر عن الثقافة المحلية.
وتسلط المجموعة الضوء على الطابع الفريد وبصمة مجتمع وثقافة القبيلة الأمازيغية العريقة، وتميز وحنكة المرأة في المنطقة وتحتفي بالثقافة المغربية العريقة.
ويهدف هذا المعرض، وهو الأول من نوعه في إسبانيا، إلى إبراز هذا الفن الغني بمواده وطقوسه القديمة والوقوف عند جذور هذا التراث العريق المنبثق من جبال الأطلس الشامخة.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، أن الأمازيغية مكون أساسي للهوية المغربية القائمة على التعددية اللغوية والتنوع الثقافي.
وذكرت السيدة بنيعيش، في هذا الصدد، بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، مشيرة إلى الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة في يوليوز 2001، والذي جدد جلالة الملك من خلاله التأكيد على البعد الأمازيغي للهوية المغربية، وكذا الخطاب الذي ألقاه جلالته في 17 أكتوبر 2001، والذي أعلن فيه عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وتابعت أن دستور العام 2011 كرس اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، مما عزز التنوع الثقافي في المغرب.
وأكدت السيدة بنيعيش أن هذا المعرض يشكل فرصة لتقدير خبرة وحنكة نساء الأطلس الكبير عن كثب والتزامهن بالحفاظ على فن عريق يقاوم التسليع والإنتاج الضخم.
من جانبها، أشارت كافيتا بامار، أمينة المعرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن “الهدف من هذه التظاهرة، التي استغرق التحضير لها عامين ونصف، هو إبراز إبداع وخبرة وشغف هؤلاء النساء من جبال الأطلس الكبير اللواتي يعلمن، من خلال منسوجاتهن، العالم بأسره الثقافة المغربية العريقة”.
وقالت: “من المهم الحفاظ على هذا الفن وهذه الثقافة، من خلال توفير كل الظروف اللازمة لهؤلاء النسوة حتى تتمكن الأجيال اللاحقة من الاستمرار في الحفاظ على تراث الأجداد”.
من جانبه، قال شين أوردوفاس، مؤسس ومدير مشغل تالاسين، إن “هذا المعرض هو تتويج لمسار طويل هدفه الأساسي هو الحفاظ على التراث الذي يزخر به المغرب منذ عدة قرون”.
وأضاف: “وبهذه المناسبة، أود أن أحيي إرادة وروح المشاطرة التي تحلت بها نساء التعاونية وكافة الفريق المغربي الذي جعل هذا المشروع ممكنا”.
وسيكون أمام الزوار فرصة استكشاف معرض “مناظر منسوجة”، إلى غاية 23 فبراير القادم.