من موجة الحر إلى البرد، إيطاليا تعيش على وقع التقلبات المناخية
بعد أسابيع من موجة الحر، تهم أمطار عاصفية وعواصف ثلجية عدة مناطق في إيطاليا منذ أمس الأحد، والتي ستشهد انخفاضا حادا في درجات الحرارة تحت تأثير كتلة هوائية باردة ذات مصدر قطبي، بحسب ما أفاد الموقع المتخصص “إل ميتيو”.
وذكر الموقع بأن جبهة عاصفية اجتاحت المناطق الشمالية خلال الساعات القليلة الماضية، وتسببت في أضرار، مشيرا إلى أن “درجات الحرارة ستنخفض أكثر من 15 درجة مئوية أو حتى 20 درجة مئوية”.
وأضاف المصدر أن هذا الانعكاس الكبير في الاتجاه سيحدث بسبب إعصار جديد قادم من الشمال سيجلب أمطارا غزيرة ويخفض درجة التجمد إلى حوالي 2800/3000 متر، موضحا أن الإعصار شبه المداري الحار “نيرونيل” الذي أدى مؤخرا إلى ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط، سيفسح المجال تدريجيا لإعصار “بوبيا” الذي يتميز بالهواء البارد.
وبحسب “إل ميتيو”، فإن الظاهرة الجوية ستصاحبها أيضا دوامة إعصارية ستساهم في تهوية قوية بجميع أنحاء إيطاليا. وأشار الموقع إلى أن موجة الطقس السيئ ستكون ظاهرة بشكل أكبر في المناطق الوسطى والشمالية مع خطر العواصف الرعدية والبرد.
وفي مواجهة هذه الاضطرابات، “تعاني الفلاحة أكثر من أي قطاع”، وفقا لأحد أهم الاتحادات الفلاحية في إيطاليا (كوليديريتي)، مشيرا إلى أن المهنيين في هذا القطاع يسخرون كل ما لديهم من خبرة وتكنولوجيا لمواجهة درجات الحرارة القصوى.
وفي منطقة بوليا وحدها (جنوب)، وهي إحدى أهم المناطق الفلاحية في البلاد، فقد 200 مليون قنطار من الغذاء بسبب الأحداث المناخية الكارثية، حسبما يؤكد التعداد الزراعي السابع والتقديرات الأولية للحسابات الاقتصادية للزراعة التي أجراها معهد الإحصاء (إستات).
وفي ظل هذا التهديد المناخي، يتعبأ القطاع للعمل بسرعة، كما يلاحظ اتحاد (كوليدريتي)، مشيدا بالاهتمام الكبير الذي حظيت به الدعوة إلى تقديم عطاءات بشأن الفلاحة الدقيقة التي شاركت فيها أكثر من 600 شركة فلاحية لتزويد نفسها بطائرات بدون طيار، ومحطات الأرصاد الجوية الفلاحية، وبرامج المراقبة التي يمكنها المساعدة في تحسين العمليات الفلاحية والحفاظ على خصوبة الأراضي وزيادة الإنتاجية والربحية في نفس الوقت.