شاطئ ثدوين بالحسيمة، رحلة الـ 700 درجة من أجل الاستجمام بمياه المتوسط الصافية

و.م.ع

يستهوي شاطئ ثدوين، المعروف لدى الناس بشاطئ “700 درجة” والمتواجد بقرية ثاوسارت بجماعة الرواضي يإقليم الحسيمة العديد من الزائرين والمصطافين من الأسر المغربية والجالية المغربية المقيمة بالخارج، لكونه يكتنز مؤهلات سياحية فريدة تجمع بين الطبيعة الجبلية الخلابة ومياه البحر المتوسط الصافية وإحساس المغامرة للوصول إليه.

في شاطئ ثدوين تعانق أمواج البحر، الهادئة أحيانا والمتدفقة أحيانا أخرى، الكتل الصخرية الشاهقة، فالشاطئ يقع أسفل منحدر صخري يتطلب النزول ل 700 درجة لاستمتاع بلوحة طبيعية عذراء، صارت علامة مميزة لهذه الوجهة التي باتت مقصدا للكثرين بغرض الاستجمام خلال فصل الصيف، وأيضا للباحثين عن مجال منعش للسياحة والهدوء.

يقول محمد بلهوجة، القادم من تطوان لزيارة شاطئ ثدوين رفقة والدته وزوجته وابنه، أن “زيارة شاطئ ثدوين ليست بهدف السباحة فقط، بل هي في الحقيقة مغامرة ومتعة لي ولأسرتي، حيث قدمنا للمكان في الصباح الباكر جدا، وعند وصولنا لجماعة الرواضي لم نعرف الطريق المؤدية للشاطئ، حتى دلنا عليها أحد سكان المنطقة الذي كان يعتني بزراعة أرضه”.

ويضيف محمد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “بلغنا نهاية الطريق المفتوحة والمعبدة أمام السيارات، ثم ترجلنا في رحلة قدرها نصف ساعة سيرا على الأقدام بنشاط وحيوية، لم يكن الأمر معتادا لأفراد الأسرتي المتوجسين من التعرض للسعات الحشرات أو لنباح الكلاب المتواجدة على حاشية الطريق”.

وتابع محمد، بعفوية، عند وصولنا لأعلى المنحدر الصغري المطل على الشاطئ، انبهرنا بحجم جمال المنطقة، خاصة وأن نسيم الصباح يزيد بهجة للمكان، فترى الشمس هادئة ترسل أشعتها من وراء الجبال الشاهقة، وصوت العصافير متناغم مع حفيف الأشجار المورقة، التي تزين المرتفعات، بينما في الأسفل لون الشاطئ الفيروزي يزيد النظر بهاء.

لم تتوقف الرحلة، فواصل محمد وعائلته السير نزولا للشاطئ بقطع 700 درجة واحدة تلو الأخرى، مشيرا إلى أن الشغف كان يطغى علينا لبلوغ الشاطئ بسرعة ما أزاح عن أنفسنا الإحساس بالتعب أو الانتباه إلى الطريق المتلوية.

صدحت من بين جبال الريف بالمنطقة اهازيج جبلية رددتها والدة محمد وهي تستحضر ذكريات بعض سنوات عمرها التي قضتها بقريتها الجبلية بمنطقة بني حوزمار بإقليم تطوان، كان “عيوع” الجبلي خير أنيس في هذه الرحلة.

من بين المؤهلات التي جعلت هذا الشاطئ المعزول قبلة للمصطافين من كافة جهات المغرب، ينعم شاطئ “700 د ر جة” بحصى متنوعة الألوان ونقية ومياه صافية محاطة بجبال عالية، عدا عن قيم البساطة وحسن الضيافة لدى سكان المنطقة، الذين يعدون مصطبات من الخشب والقصب لاستضافة الناس وتحضير كؤوس الشاي الأخضر للزائرين، او وجبات الإفطار المكونة من الشاي الأخضر والفطائر، او وجبات الغذاء المعدة على الفحم والأخشاب من أسماك المنطقة المعروفة بلذتها ومذاقها الفريد.

وصرح محمد أنه بعد الاستجمام وأخذ وجبة الغذاء والاستراحة لفترة معتبرة، تبدأ المرحلة الأصعب في الرحلة، أي صعود الدرج للعودة لأحد فنادق الحسيمة، مبرزا أن “الصعود صعب نوعا ما، لكن الأهم هو أننا تعرفنا على هذا الفضاء وأخذنا بعض الصور والفيديوهات التذكارية، وتعرفنا على بعض السائحين، على الأمل العودة يوما ما، ربما خلال الصيف المقبل”.

من جهته، عبر حسين الخمليشي، الذي جاء من نواحي مدينة تارجيست رفقة ثلاثة من رفاقه، أنها “ليست المرة الأولى التي يزور فيها شاطئ ثدوين، بل لديه زيارات عديدة سابقة”، مضيفا “جمال الشاطئ يجتذب الكثير من الناس، وهو شاطئ رائع، لكنه يفتقر للمواصلات وللطريق وموقف للسيارات ولما لا وجود مرشدين سياحيين وباقي التجهيزات الضرورية لتنشيط المكان”.

وأوضح أن الزائر يجد نفسه في مكان خلاء، حيث لا مطاعم ولا دكاكين ولا مقاهي قريبة، هناك قلة قليلة من البائعين المتجولين من عين المكان، الذين يبحثون عن رزق اليوم لدى المصطافين، فضلا عن غياب فرق الإنقاذ وإن كان الشاطئ يعرف رواجا في الفترة الصيفية الحالية، معتبرا ان تجهيز المكان سيشكل دفعة سياحة قوية للشاطئ وللجماعة التي تحتضنه.

ويذكر أن المكان شبه مكتظ بالزائرين، الذين يفدون في جماعات في الغالب، إما في إطار العائلة أو لمة الأصدقاء، لكون زيارة المكان بشكل منفرد أمر صعب للغاية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...