حسن بوهريز: “نظام الولاء و ألسنة السوء”

كثر النقاش مؤخرا حول بعض التقاليد الوطنية التي اختص بها الشعب المغربي لنفسه ومن أهمها حفل الولاء عبر عقد دستوري تغذي الشريعة الإسلامية جذوره وتخضر به أوراق التجربة المغربية الأصيلة والاستثنائية بحمد الله ورعايته.وبما أن ألسنة السوء هي أصل هذا النقاش

حسن بوهريز
كثر النقاش مؤخرا حول بعض التقاليد الوطنية التي اختص بها الشعب المغربي لنفسه ومن أهمها حفل الولاء عبر عقد دستوري تغذي الشريعة الإسلامية جذوره وتخضر به أوراق التجربة المغربية الأصيلة والاستثنائية بحمد الله ورعايته.وبما أن ألسنة السوء هي أصل هذا النقاش كان لابد عليها ان تغلط قدر الممكن ضعفاء النفوس وكثير منهم الأغنياء وذلك بتحويل الانحناء أمام السلطان إلى ركوع . لكن الله حي هو الذي علمنا أن الركوع هو ثني الركبتين حتى تلتقيا مع الساقين في الأرض, إلا أن بعض الصحف والمواقع والأقلام تعمدت استعمال كلمة الركوع بدل الانحناء من اجل حاجة في نفس يعقوب.

ولم أكن لأتفاجأ من الخروج الإعلامي الجديد لجماعة العدل والإحسان التي وجدت في هذه المناسبة فرصة جديدة للنيل باستقرار المغاربة والغدر بنظامهم بعد فشلهم في الركوب على معركة 20 فبراير والتي لم تدم في الحقيقة إلا بضع ساعات عبر فيها المغاربة عن قلقهم من استقواء طرف في الحكم على الأخر بطرق لا ديمقراطية واستفادة الموالين لهذا الطرف من خيرات الأمة بشكل أصبح يثير رائحة فساد . وفي انتظار إشارة قوية من قائد الأمة التي توجت بنبأ 09 مارس رجع المغاربة إلى بيوتهم وأحتل بعض ضعفاء النفوس الارض وما عليها وهو ما مكن جماعة الشيخ من الاستيلاء عليهم واستغلال الظرفية الحساسة التي يمر منها وطنهم الغفور الرحيم من اجل إثارة نزواتهم وخطتهم في الاستيلاء على الحكم عبر نظام جديد رفضه المغاربة كما رفضوا وحاربوا أنظمة أخرى أكثر مالا ونفرا عبر مقاومة باسلة في وقت كان فيه شيخ الجماعة يحارب طواحين الهوااا.

وبما أن التنافس على الشعباوية في تدبير الشأن العام الوطني أصبح يفرض نفسه كأسلوب من أجل جلب أصوات طائشة , خرج علينا بعض أشقياء ” الحزب الحاكم الذين يتبادلون دور البديل داخل التنظيم في حالة فشل القيادة الحالية في مواجهة العفاريت والتماسيح وجيوب المقاومة الحقيقية و المتمثلة في تمكين جزء من المغاربة من أركان آدميتهم الخمسة وهي التعليم , الصحة , السكن , الشغل و الزواج من استطاع إليه سبيلا حيث عبروا عبر لسانهم وقلمهم عن قوة إيمانهم والتي يختصون بها دون حلفائهم وذلك في قرارهم الشجاع والجريئ المتمثل في عدم الانحناء ( عفوا الركوع ) أمام السلطان .لكن إخوانهم في الحزب من نواب الأمة وعمداء مدن عريقة كتطوان مثلا لم يعبقوا كثيرا بهذه الثرثرة وانحنوا ككل إخوانهم من المشارب السياسية الاخرى احتراما ووقارا لشخص الملك وهم واعون بأن اللغو في الحديث هو أكبر مفسدة في الحكم.
والى هؤلاء الذين ينقمون علينا عز يمتنا في تحديث نظرتنا للمجتمع من اجل حمايته من البدع وبعض المظاهر الخارجة على ثقافتنا التي خلفت منذ عقدين يزيدان أو ينقصان مجموعة من المصطلحات , كالعرب الأفغان أو البرقع , مع التأكيد أن نظرتنا للحداثة لا تعني إطلاقا التسامح مع بعض المظاهر المقابلة لهذا التطرف كالمثلية مثلا أو السحقية , أقول لهم أن لولا الظرفية الاقتصادية الحالية لدعوتهم إلى رحلة من مالي الخاص إلى امبراطرية اليابان ليروا بأم عينهم كيف ينحني صناع قرار اكبر دولة اليكترونية في العالم أمام بعضهم البعض وقارا واحتراما . وبما أن الظرفية الاقتصادية لا تسمح فاني أنصحهم باستعمال الشبكة العنكودية عبر محركات البحث عن كيفية التسليم وعن طريقة تربية الأجيال الصاعدة من الأطفال على التحية عبر الانحناء إلى مستوى يصير فيه الظهر والكتفين متوازيين مع منحى السماوات والأرض.

اما عن الطقوس المهينة والمستبدة فلقد بحثت عنها بعد كل ما راج وأنا ذاهب لأول مرة في حياتي لأبايع السلطان ,فوجدت عكس ذلك حيث تم استقبالنا بتحية السلام ثم الشاي وبعده أكل مما أنعم الله علينا من طيبات الرزق ,كما تبادلنا تحية العيد المليئ بالغفران والرحمة مع الحلفاء والخصوم,وتبادلنا التهاني مع السيد الوالي بعد قرار عودة البحارة المعتصمين بساحة الأمم إلى عملهم بعد أن حركنا ملفهم المطلبي , وبقي من الوقت ما نسائل فيه أنفسنا عن اخفاقات الرياضة وطنيا ومحليا وذلك من اجل إصلاح ما يمكن إصلاحه.

ثم تم نقلنا في حافلات مكيفة حتى ساحة المشور على مشارف مسجد آل فاس المليئة بحدائق وقصور تعبر عن الجمالية والابداع في الهندسة المعمارية الإسلامية الأصيلة والتي تجلب ملايين السياح كل سنة . فأين هذه الطقوس المهينة ياترى ? أم انه الشؤم ? وان كان هو فلا استغرب لأن هناك تقارير بدأت تصنف المغرب كأتعس شعوب العالم بعد أن بدأ اليمين المتطرف يهيمن على الساحة.

ولن أخفي أن نسبة الحرارة المرتفعة لعبت ورقة من أجل امتحان المرئ لنفسه لبضع دقائق قبل خروج السلطان ,فمنا من اعتبرها تدريب على اليوم الذي سوف ينفخ فيه في الصور ومنا من اعتبر الوقفة أقل حرارة من الممارسة اليومية في تدبير الشأن العام داخل مكتب فاخر وتحت مكيف من صنع المشركين.

هذه هي الطقوس التي عشتها يوم الولاء لأمير المؤمنين, فبالتالي أتمنى من اخواننا داخل الجماعة ان يرجعوا إلى عصا الطاعة وأن يعقلوا أن المغاربة يعتبرون أفكارهم السياسية مليئة بالتناقض وقليلة المصداقية . فكيف ألأ يعترفوا بنظام الحكم وهم يقفون في الطبور لاستخراج وثائقهم الرسمية من الإدارة قبل ينعتوها بالمخزن المستبد ? كيف لهم أن ينحنوا ويركعوا ويسجدوا داخل مساجد شيدتها الأسر التي مكنها الله في الأرض قبل ينعتوا أولياءها بعد الله بالمفسدين ? كيف لكبرائهم وتجارهم أن يركبوا سيارات من صنع إفرنجي وابيريي وجرماني قبل أن ينعتوهم بأعداء الله ? … أما إخواننا الأشقياء فمن الإيمان تذكيرهم بأن من يحتاج الدروس هم تلك الطلبة الذين غادروهم وأهملوهم بدون أي سند قانوني بحثا عن صورة بدأ يملؤها الغرور والكبرياء . فاتقوا الله في عباده ولا تبخسوا الناس في أحلامهم وأمالاهم وحبهم في وطنهم وكفاكم تحريضا على شق عصا الطاعة وإفساد عقول شبابنا. وان كنتم فعلا تريدون الصالح العام فتعالوا إلى بيوت الله ككل يوم جمعة كي ندعو مع أمير المؤمنين بدوام الصحة والعافية وأن يريه الله الحق حقا فيرزقه إتباعا ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابا.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...