نظمت دار الشعر بتطوان، في تظاهرة جديدة، أمسية شعرية ألقى فيها شعراء مغاربة قصائدهم بحديقة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية مساء السبت الماضي.
شهدت الفعالية الثقافية مشاركة الشعراء المغاربة عبد الرحيم الخصار ومحمد بلمو وبهيجة البقالي القاسمي، إلى جانب الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي مع عروض فنية وغنائية لفرقة الشموع، برئاسة الفنان عبد الحميد لمرابط.
وتحرص هذه التظاهرة ، التي تنظمها دار الشعر بتطوان ، على مغادرة القاعات الموصدة والفضاءات المغلقة، من أجل إشاعة القول الشعري في الساحات العمومية. وقد شهدت الأمسية تقديم تجارب شعرية مختلفة إلى جانب مرافقات موسيقية وعروض فنية جديدة، في واحدة من أهم الحدائق المغربية التي تجمع بين النبوغ المغربي والعبقرية الأندلسية في العناية بالفضاءات الطبيعية والمعمارية المفتوحة. حديقة تقيم حوارا بين الأشجار والأزهار من جهة، وقطع الزليج والنقوش الخشبية والجبسية التي تؤكد شاعرية الصانع المغربي في هذه المعلمة والمؤسسة التي لا تزال تحرص على آخر مشاتل ومشاغل الفنون الوطنية العريقة.
واستهل الشاعر عبد الرحيم الخصار القراءات الشعرية بمختارات من قصائده الشعرية، كما كتبها على مدى مراحل من تجربته الشعرية الزاخرة، منذ تسعينيات القرن الماضي، ليختم القراءة بقصيدة تستحضر شاعرية الأب في ذاكرة الإنسان ووجدانه. بينما أطل الشاعر محمد بلمو على جمهور الشعر في تطوان من نوافذ شعرية مفتوحة على المطلق، عبر قصيدة واحدة جاءت في صيغة معلقة شعرية بعنوان “وحدها النوافذ”.
ومن كتاب العشق، ودواوينه الشعرية الكثيرة، قرأ الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي مختارات شعرية زاخرة، واختتمت الشاعرة بهيجة البقالي القاسمي حدائق الشعر، وهي تختار أزهارا من حديقتها الشعرية التي نشرتها في دواوينها الشعرية، منذ عملها الأول “هذيان رقم واحد”، الصادر في العراق سنة 2001.
وحسب بلاغ لدار الشعر بتطوان، تعد مدينة تطوان من المدن المغربية التي اشتهرت بالحدائق، على غرار باقي المدن المغربية العريقة، حيث شكلت الحديقة جزءا من جمالياتها العمرانية، وحيث كانت الحدائق امتدادا شعريا لفضاء البيت، فلا يكاد يخلو بيت من حديقة أو بستان أو جنان.
وأضاف المصدر نفسه أن جهة الشمال، بحكم موقعها وجغرافيتها، احتضنت أولى الحدائق في تاريخ الإنسانية، منذ فترات ما قبل الميلاد، ومن ذلك حدائق هسبريديس، التي انطلق منها الشاعر الراحل محمد الخمار الكنوني، ليؤسس للقصيدة المغربية المستندة إلى تاريخيتها الشعرية، عبر ديوانه “رماد هسبريس”، الصادر سنة 1987.