افتتاح الدورة الأولى لأيام الأركيولوجيا بالعرائش

انطلقت اليوم السبت بموقع ليكسوس الأثري (إقليم العرائش) الدورة الأولى لأيام الأركيولوجيا ، بحضور شخصيات ثقافية وأكاديمية وطلبة باحثين .

وتأتي هذه الفعالية الثقافية ، التي ستصبح حدثا سنويا حسب المنظمين ، في إطار تثمين التراث الثقافي الوطني وترسيخ الوعي بأهميته ، وكذا تسليط الضوء على التراث الأثري وتعميم المعارف الأركيولوجية ، إضافة الى تحسيس العموم بضرورة حماية المواقع الأثرية الوطنية و إدماجها بمحيطها العلمي والسياحي والاقتصادي بشكل عام.

وسيعرف الحدث ، الذي سيختتم يوم غد الأحد ، تنظيم أنشطة موازية مختلفة أبرزها مؤتمر دولي يُعرف بنتائج الأبحاث الأثرية الجديدة التي أنجزت في موقع ليكسوس وفي محيطه ، ومعرض بمحافظة الموقع حول اللقى الأثرية المكتشفة حديثا بليكسوس ، التي تهم فن العيش والصيد والأنشطة الحرفية والتجارة .

وفي كلمة بالمناسبة ،قال وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد إن المبادرة تأتي في إطار تفعيل الرؤية الملكية الهادفة الى إدراج التراث في التنمية المستدامة ، وتسجد أيضا الرغبة في إيلاء الثقافة المكانة التي تستحقها وربط البحث العلمي بالمحيط الثقافي لتثمين وصون التراث .

 وأضاف خلال انطلاق التظاهرة ، التي حضرها على الخصوص عامل إقليم العرائش العالمين بوعاصم و منخبون محليون وإقليميون ، أن هذا التقليد العلمي بموقع ليكسوس الأثري ،لما له من مكان تاريخية وعلمية على المستويين الوطني والدولي ، يدعم الجهود المبذولة للنهوض بالبحث الأثري على مستوى عمليات التنقيب ورد الاعتبار للتراث الحضاري وإعطائه المكانة للائقة .

وسيتم في الملتقى تقاسم المعطيات العلمية مع المنتخبين المحليين لحثهم على جعل التراث والبحث الأأركيولوجي ضمن أولويات السياسة الجهوية .

ويشكل الملتقى ، المنظم بتنسيق بين المسؤولين عن الموقع الأثري و المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ومديرية التراث الثقافي ،فرصة لتبادل المعارف والأفكار والتجارب بين المختصين حول قضايا البحث الأركيولوجي والأثري لإعطاء دينامية جديدة للنهوض بالبحوث العلمية ذات الصلة ، خاصة وأن هذه الدورة تعرف مشاركة طلبة باحثين بسلك الدكتوراه ، مما سيمكن من تلاقح الأفكار ونقل التجارب وتكوين باحثين للمستقبل ، وامتلاك الأدوات المنهجية والعلمية الكفيلة بتطوير البحث العلمي .

 ويشمل البرنامج أيضا تذوق صلصة الگاروم (نقيع السمك) التي كانت تصنع في معامل تمليح السمك بمدينة ليكسوس نفسها و تصدر إلى مناطق عدة من الإمبراطورية الرومانية ، وزيارة لبقايا معامل تمليح السمك ولآثار أخرى بموقع ليكسوس.

وترتبط صناعة تمليح السمك بليكسوس من الأنشطة الاقتصادية المهمة لساكنة المدينة أيام ازدهارها في حقب ما قبل التاريخ ،والتي تطورت إبان العصور اللاحقة وخاصة خلال العصر الروماني ، حيث أنشئ بالموقع أكبر مجمع مختص في تمليح الأسماك وصنع نقيع السمك .

ورغم الأهمية التاريخية والأركيولجية والميثولوجية لازالت المعرفة بليكسوس محدودة ، حسب القيمين على الموقع ، بحيث أن الحفريات التي أجريت بالموقع منذ أواخر القرن 19 ولازالت مستمرة الى يومنا كشفت عن مباني عمومية وخصوصية ، كما مكنت من اكتشاف مجموعة غنية من اللقى والتحف الفنية ، إلا أنه يشكل جزء بسيطا من غنى الموقع ، إذ لازالت ليكسوس تستمر في الكشف عن أسرارها .

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...