مستجدات الصحراء المغربية ودور اليهود المغاربة في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية محور ندوة بالعرائش
و.م.ع
نظمت جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن بتنسيق مع منظمة غوث الصحروين في مخيمات تندوف، اليوم الثلاثاء ندوة دولية حول مستجدات قضية الصحراء المغربية ودور اليهود المغاربة في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، إلى جانب مساهمة باقي مغاربة العالم.
وأجمع المتدخلون خلال الندوة التي حضرها ثلة من الباحثين والأكاديميين ورؤساء الهيئات المنتخبة، أن الدفاع عن قضية الوحدة الترابية هو قضية كل مغربي غيور على وطنه.
وأبرز المتدخلون أن الدينامية الدبلوماسية الجديدة التي ينهجها المغرب حاليا، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل مرحلة مفصلية في مسار الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، ودفعت الكثير من دول العالم المؤثرة الى تبني الطرح المغربي بخصوص هذا الملف الواقعي وذي المصداقية.
وأضافوا أن مسألة الدفاع عن قضية الوحدة الترابية يستمد قوته وحضوره الواسع لكونه لا يقتصر على الدبلوماسية الرسمية التي ثبتت فاعليتها وتأثيرها وإنما أيضا على فاعلية وحركية مغاربة العالم في مختلف بقاع المعمور، من ضمنهم المغاربة اليهود الذين يجعلون من القضية الوطنية الأولى وحبهم لوطنهم الأصلي صلب اهتمامهم.
وفي هذا السياق أكد نورد الدين بلالي الفاعل الصحراوي المغربي أن وضع المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية “ممتاز بعد الاعتراف بمغربية الصحراء من دول مؤثرة، خاصة الولايات المتحدة، وتغيير اسبانيا لموقفها، إلى جانب عدة قرارات لمجلس الأمن خلال السنوات الأخيرة والتي كانت في صالح المغرب”، مشيرا إلى أن الكثير من دول العالم تبنت الموقف المغربي وفتحت قنصليات في الداخلة والعيون، وهو “تغيير إيجابي يبشر بالنصر النهائي”.
وبخصوص الموقف التونسي الأخير، شدد السيد بلالي على أن “هذا الموقف لن يغير شيئا من تشبث المغاربة بالوحدة الترابية، إلا أنه أدخل العلاقات المغربية التونسية في متاهات هي في غنى عنها، إذ يعتبر موقفا مندفعا ومحاولة لتصريف الاوضاع القانونية والسياسية الداخلية المتأزمة”، مبرزا أن المغاربة يستمدون قوتهم في الدفاع عن قضيتهم الأولى لأنهم أصحاب حق قانونيا وتاريخيا ومن حيث الارتباط الوجداني الإنساني.
واعتبر أن مشكل الصحراء المفتعل وممارسات أعداء الوحدة الترابية استنزف دول المنطقة وقطع أوصال شعوبها وعلاقاتها، في وقت كانت تتمنى شعوب المنطقة أن تقام جسور التعاون بين الإخوة، مضيفا أن الدول التي لها مصالح في النزاع تستفيد على حساب دول المنطقة المتضررة واستغلالها لهذا الصراع لجني مكاسب على حساب دول المنطقة.
ومن جهته قال رئيس جمعية اليهود المغاربية بالمكسيك مويسس أمسيلم الباز إن المغرب يتوفر على كل الأدلة التاريخية والواقعية والجغرافية، وبالتالي فإن الصحراء هي مغربية وستبقى مغربية الى الأبد.
وشدد على أن اليهود المغاربة بالعالم هم سفراء لبلدهم الأصل، ويدافعون باستماتة عن قضايا الوطن المصيرية، مضيفا أن اليهود المغاربة على استعداد كباقي المغاربة للتضحية بالغالي لنصرة قضايا الوطن.
بدوره، قال محمد الشيخ الاسماعيلي ولد سيدي مولود إن روابط البيعة والروابط التاريخية والعرقية بين ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة وشمالها وحبهم لوطنهم متينة وصادقة، مشيرا إلى أن 52 في المائة من ساكنة الأقاليم الصحراوية ينحدرون من القطب مولاي عبد السلام بنمشيش، دفين إقليم العرائش.
وقال إن “مخيمات تندوف وعاء صاغته الجزائر ووضعت فيها أبناء عمومتنا لعزلهم عن العالم لكسر روابطهم وحبهم لوطنهم الأم وللسلاطين المغاربة”.
وأضاف أن المغرب، بكل مكوناته، يسعى الى جمع أبناء هذا الوطن، والدليل على ذلك أن الشعب المغربي يحتضن كل الوافدين والعائدين، معتبرا أن “المسيرة الخضراء كانت معجزة استعاد بها المغاربة جزء من وطنهم دون سلاح ولا عنف”.
وشدد على أن “ممارسات أعداء الوحدة الترابية للمملكة لا تؤثر في وطننا بأي شيء، كما لا تؤثر في موقف المغاربة الصحراويين، ولن تنزع مغرب الصحراء من قلوبهم.