تعلم الانجليزية بلكنة مغربية

“هل هذا واضح؟ هل أنت متأكد؟ ” يسأل الأستاذ إبراهيم طلابه بعد الانتهاء من إلقاء درسه. “Yeeees” يصيح الطلاب في قاعة ممتلئة عن آخرها.

“هل هذا واضح؟ هل أنت متأكد؟ ” يسأل الأستاذ إبراهيم طلابه بعد الانتهاء من إلقاء درسه. “Yeeees” يصيح الطلاب في قاعة ممتلئة عن آخرها. إبراهيم واحد من مجموعة من مدرسي اللغة الإنجليزية الشباب الذين يتلقون تدريبا في هذا المجال. فاللغة الإنجليزية تتزايد أهميتها في المغرب: “ما تزال اللغة الفرنسية تعد مفتاحا لولوج سوق العمل، ولكن اللغة الإنجليزية أصبحت بدورها مهمة جدا”.

مدرسون في ادوار متغيرة
تشرف الهولندية سوزان لينسن على تدريب المدرسين الشباب كل صباح أحد، وذلك في معهد اللغات بالحي المحمدي في الرباط، حيث يتلقى طلاب المدارس الحكومية دروسا إضافية في اللغة الإنجليزية، وبذلك تتاح الفرصة أمام المدرسين الشباب لتبادل المعرفة والخبرات في ما بينهم ويتبادلون الأدوار.

حينما يلقي معلم درسه يتابعه الآخرون الذين يجلسون في الصف الخلفي من قاعة التدريس. وبعد الانتهاء من إلقاء الدرس يتناقشون في ما بينهم. كيف تلقى الطلاب المادة الجديدة؟ وهل تتلاءم التمارين المقدمة معها بشكل جيد؟ وكيف كان التواصل بين المعلم والطلاب؟

تتم مناقشات المدرسين تحت إشراف سوزان لينسن، وهي مدرّسة هولندية انتقلت للمغرب قبل ستة أشهر لتدريس اللغة الإنكليزية. تعمل سوزان لدى مؤسسة ’أنجيليا‘ وهي منظمة تقدم شهادات امتحان في اللغة الانجليزية شبيه باختبار كامبردج أو التوفل. وتشرف على تدريب هؤلاء المعلمين للاقتراب أكثر من واقع تدريس الإنجليزية وتأمل بعد الانتهاء من تدريب هؤلاء المعلمين أن تثير اهتمامهم للاختبارات التي تقدمها منظمة ’أنجيليا‘. “ربما كنت متفائلة بعض الشيء. معظم هؤلاء المدرسين يعطون دروسهم في المدارس الحكومية حيث يقل الاهتمام بالتجديد. ولكن هذا مكنني من تكوين فكرة عن نظام التعليم في المغرب وأجد متعة كبيرة في القيام بهذا العمل”.

اسكت ليتكلم الطلاب
عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة حول سير الدرس، تدفع سوزان طلابها للتفكير في الأشياء التي مرت كما ينبغي أو تلك التي ينبغي تحسينها، كما تعطي كذلك نصائح ملموسة “لا تنس أن تسمح للتلاميذ أن يعملوا في أزواج. تجنب كثيرا من TTT . ” Teacher Talking Time وهي تعني ان يتكلم المدرس وقتا اقل لدفع الطالب للكلام والمعلم يدعم فقط في مسار التعلم. يبدي المعلمون المتدربون رغبة صادقة في نقد وتقويم طريقة بعضهم البعض في التدريس.

تعتقد سوزان أن المعلمين يتوفرون على مستوى معقول، ولكن مخارج الحروف تحتاج لكثير من التدريب ولو أن المتدربين أنفسهم لا يعتبرون ذلك مشكلة. بلكنة مغربية أو بدونها، يتباهون بأنهم يتحدثون الإنجليزية وأنهم بذلك قادرون على التواصل مع العالم.

مزاحمة اللغة الفرنسية
ويبدو هذا واضحا حينما نتحدث مع المتدربين حول الأهمية المتزايدة للغة الإنكليزية في المغرب. يقول عبد المجيد الذي يدرّس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الثانوية: “المغرب في وسط العالم واللغة الإنجليزية لغة عالمية. اللغة الفرنسية ما تزال هي مفتاح الولوج لسوق العمل، ولكن اللغة الإنجليزية هي بدورها مهمة جدا”.

تقول حسناء: “اللغة الفرنسية في المغرب، إلى جانب اللغة العربية، هي اللغة الأولى واللغة الإنجليزية في طريقها لتصبح لغتنا الثانية”. وتضيف هند التي تعمل في إحدى الشركات العالمية، الشركات متعددة الجنسيات تستقر أكثر وأكثر في المغرب ولذلك أصبح تعلم اللغة الإنجليزية ضروريا. “بالتأكيد”، يقول زميل لها في المدرسة ويضيف قائلا: “أصبح العالم قرية بسبب الثورة التكنولوجية والعولمة وأصبح التواصل أسهل، وبما أن الإنجليزية هي اللغة الأولى فإن تعلمها أصبح ضروريا. شعاري هو: إنجليزية أحسن مستقبل أفضل”.

إذاعة هولندا العالمية *
* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...