انطلقت بمدرسة الملك فهد للترجمة بطنجة، أمس الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول الترجمة وتدبير الاختلاف، بحضور شخصيات أكاديمية مختصة في مجال البحث العلمي والترجمة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، محمد خرشيش، أن حضارة المغرب، التي تتميز بالتعدد اللغوي والثقافي، كانت سباقة إلى تجسيد أسس ودعائم ثقافة الاختلاف، الذي يوحد ولا يفرق، ويجمع ولا يشتت، وسندها في ذلك كان دوما الاعتدال والوسطية، مما أكسب المملكة المناعة اللازمة تجاه مختلف التحديات المطروحة.
وقال السيد محمد خرشيش إنه ” لولا الاختلاف لما كانت الترجمة، ولقد ولدت لأن البشر، مثلما قال المفكر الأمريكي جورج ستاينر، يتكلمون لغات مختلفة، كما كان ولا يزال دور الترجمة حاسما للاضطلاع على ثقافات الشعوب واكتشاف خباياها، ومستوى تطورها والوقوف على أبرز خصوصياتها، وهي بذلك تعد مجالا للتواصل بالرغم من الاختلاف الذي يميز سيرورتها”.
وبخصوص عطاء مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، أكد مدير المؤسسة الجامعية أن هذه الأخيرة، ومنذ أن فتحت أبوابها قبل ما يقارب أربعة عقود، “اطلعت بدور ريادي في تكوين أطر متخصصة في مجال الترجمة التحريرية، وبعد ذلك الفورية، من خلال تقديم تكوين ذي جودة عالية مكن خريجيها من الالتحاق بمؤسسات دولية مرموقة باستحقاق وتميز، كما ساهموا في الاستجابة للطلب المجتمعي المتزايد لخدماتهم في المؤسسات الوطنية”.
وباسم اللجنة المنظمة للحدث العلمي، قالت الباحثة كريمة اليحياوي إن ” احترام أخلاقيات الترجمة، من وضوح وأمانة واجتهاد والتزام أخلاقي للمترجم في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للغة المنقولة واللغة المنقول إليها، لأساس متين لاحتضان الاختلاف وتدبيره واحتوائه”.
وأضافت أن “قلق السؤال وهم البحث في الترجمة وتدبير الاختلاف يتقاسمه مع الأطر الأكاديمية للمدرسة باحثون أكاديميون آخرون قدموا عصارة بحوثهم المتميزة خلال المؤتمر الدولي الثاني حول الترجمة وتدبير الاختلاف”.
وتميزت برمجة المؤتمر بتقديم نحو أربعين ورقة بحثية، قسمت على أربع جلسات علمية، الأولى ترأسها مصطفى أمادي، والثانية ترأساها مزوار الإدريسي والطيب بوتبقالت، أما الجلسة الثالثة فقد ترأسها رشيد برهون والحسين بوزلماط، فيما ترأس الجلسة الرابعة أحمد البنيان وفدوى الشعرة.