على أنغام ثلاث آلات وترية عريقة، العود والقيثارة والكمان، سافر عشاق الكلمة الموزونة والمنظومة على بساط ليلة حلم أزرق أندلسي في فعاليات ربيع الشعر بشفشاون نهاية الأسبوع المنصرم.
وحلت الشاعرة اللبنانية ندى الحاج والشاعر المغربي عبد اللطيف بنيحيى ضيفا شرف على هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمتها جمعية أصدقاء المعتمد بشفشاون بتعاون مع المديرية الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والشباب والرياضة، والجماعة الحضرية والمركز الثقافي، حيث كان الجمهور على موعد مع لحظات صوفية روحية في وصال مابين الشعر ونغم الأوتار يربط شفشاون ببيروت.
وأكد الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد، عبدالحق بن رحمون، أنه “بعد توقف نسبي بسبب جائحة كورونا أبت الجمعية إلا أن تنتصر للفن والابداع، ضمانا لاستمرار مشاريعها الثقافية السنوية التي دأبت على تنظيمها بهدف تحقيق صناعة ثقافية لمختلف الأجيال.”
وأضاف في كلمة باسم الجمعية أنه بهذه المناسبة “نجدد الوفاء للشعر والشعراء من خلال الاحتفاء برموز الأدب والشعر من لبنان وطنجة وشفشاون وكل الجهة والوطن”.
من جهة أخرى، تطرق المدير الاقليمي للتربية الوطنية، عبدالغفور عزاوي، إلى أهمية ودور مثل هذه التظاهرات الثقافية التي استضافت في فعالياتها شعراء المستقبل، من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالإقليم، معتبرا أن “هذه اللحظة الجميلة تسعى إلى اكتشاف المواهب في الكتابة الابداعية”.
من جانبه، أبرز رئيس جماعة شفشاون، محمد السفياني، الأدوار الطلائعية التي لعبتها جمعية أصدقاء المعتمد في الاشعاع السياحي والثقافي لشفشاون من خلال مشاريعها الثقافية خاصة عبر تنظيم المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث لما يزيد عن ستة عقود، موضحا أن “احتفالية اليوم دليل على دور الصناعة الثقافية للجمعية في مد جسور ثقافية مع مبدعين عرب ومغاربة”.
كما تميزت هذه الاحتفالية بفقرات متنوعة منها العمل الابداعي المشترك الذي جمع الشاعرة ندى الحاج، ضيفة الشرف وسفيرة الشعر ببيروت ورمز الثقافة العربية والسلام والحب والجمال، والفنانة زهراء البوعناني التي غنت قصائدها من تلحينها بسمو القول الشعري الجميل والنغم الأصيل.
واتسمت فقرات البرنامج بمعزوفات على الكمان للفنان عمر بن الأحمر، الذي رافق قراءات شعرية لعبدالكريم الطبال، أحد رواد القصيدة المغربية، في محاورته الصوفية مع جلال الدين الرومي، ليليه في الانشاد عبداللطيف بنيحيى في قراءته لقصائد من مقامات عزلته وإنشاده الروحي مع ملهمته الياقوت، وصولا إلى عبدالجواد الخنيفي الذي أنشد قصيدة إلى أبيه الصالح، ثم نسرية اكروساي التي خاطبت قصيدتها مناجاة الذات والمكان والحلم.
وتشجيعا وصقلا لمواهبهم، كانت مشاركة الشعراء التلاميذ بقصائد بالعربية والانجليزية، لتمنح في ختام هذه الفعاليات شهادات تقديرية للمشاركين للشعراء والفنانين وذلك تقديرا لجهودهم وإبداعاتهم المتميزة في إضاءة شعلة الثقافة والابداع في الفن والقصيدة الحديثة.