نعيمة الصاخري، قيمة مكتبة تبذل الغالي والنفيس من أجل الكتاب

ع. استيتو

هي واحدة من الجنديات المجهولات اللائي يقمن بأدوار هامة في المجتمع بمدينة طنجة، لكن دون أن يتم الانتباه إليهن، خصوصا أنهن يعملن بصمت.

كيف لا وهي كونت أجيالاً وأشرفت عليهن دون ضجيج. بصبر وأناة وعمل دؤوب وجهت الآلاف في بحوثهم وفي رغباتهم للاطلاع على هذا الكتاب أو ذاك.

نعيمة السخيري، هي واحدة من أقدم قيّمات المكتبات بالمدينة، حيث بدأت العمل سنة 1988 في المكتبة العامة بشارع الحرية، وهي بداية جاءت بمحض الصدفة بعد أن أنهت دراستها في السنة الثانية بالكلية لأسباب خاصة، قبل أن تتشرّب حبّ المهنة وتصبح هي هوايتها ومهنتها في آن واحد.

حصلت نعيمة على البكالوريا، شعبة الآداب، سنة 1984، وهي من مواليد سنة 1966 بعين بني مطهر.

من المكتبة العامة إلى مكتبة عبد الصمد كنون ثم مكتبة ابن عجيبة سنة 1992، وهو المكان الذي ستستقر فيه إلى غاية يومنا هذا.

من حين لآخر يتم الاستعانة بها لتهيئة مكتبات جديدة بحكم خبرتها الطويلة في الميدان، مثل ما حدث مع مكتبة دار الشباب بحيّي مسنانة ومغوغة الصغيرة.

تبذل نعيمة الكثير من الوقت والجهد من أجل القيام بإصلاحات في المكتبة من حين لآخر، غير مكتفية بالقيام بدورها الرسمي كموظفة فقط.

تصرّ على رواد المكتبة أن يخرجوا بفائدة خلال زياراتهم، وليس فقط الاكتفاء بزيارة عابرة، أو تجزية وقت، مع صرامة أخلاقية واضحة.

ترى نعيمة أن رواد المكتبة يتناقصون تدريجيا، يوما عن يوم، معترفة أن ثورة التكنولوجيا خلطت الأوراق أكثر.

تقول “يحز في نفسي أن أرى تلاميذ يحملون في أيديهم أوراق بحوث قاموا بطباعتها من خلال بحث على الإنترنت، لم ينجزوه بأنفسهم.. مجرد واجب لتسليمه للأساتذة الذين أصبح هم أغلبهم أن يحضر الطالب ورقة مطبوعة دون أهمية البحث الذي قام به”.

تستدرك نعيمة بخصوص غياب الرواد “تمتلأ المكتبة في فترة واحدة وهي فترة الامتحانات، حيث يتم استغلالها كفضاء للمراجعة فقط لا غير.. أما للمطالعة والبحث، فنادراً ما يحصل”.

جار التحميل...