احتضنت كلية العلوم والتقنيات بطنجة، اليوم الاثنين، يوما دراسيا حول مختبرات التصنيع (فاب لاب) بجامعات البلدان المغاربية.
ويروم هذا اليوم الدراسي، المنظم من طرف المديرية الإقليمية للوكالة الجامعية الفرنكوفونية بالمنطقة المغاربية بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي، الوقوف عند حصيلة المنجزات المحققة في إطار التعاون بين الوكالة والجامعات المغاربية الشريكة، وتحديد محاور التعاون بين الجانبين وباقي الشركاء.
وتعتبر مختبرات التصنيع “فاب لاب”، التي ظهرت في بداية الألفية الجارية ، فضاء للابتكار وضخ زخم حيوي في منظومات الإبداع والابتكار، باعتبارها ورشا مفتوحا لصناعة النماذج الأولية (بروطوتيب)، بتوفرها على تجهيزات حديثة (حواسيب، طابعات ثلاثية الأبعاد، وروبوتات ..) متاحة لشريحة واسعة من الباحثين والطلبة للقيام بأعمال التصميم والنمذجة.
وأكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن هذا النوع من المختبرات يساهم في تعزيز انفتاح الجامعة على فضائها المتوسطي والمغاربي ويدعم فرص الابتكار لدى الباحثين، مشددا على أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تزخر بعدة مؤهلات باعتبارها ثاني قطب صناعي واقتصادي بالمملكة، ما يفتح أمام الباحثين محاور اشتغال عديدة، لاسيما في صناعات السيارات والطائرات والاقتصاد الأزرق والصحة والنباتات الطبية والعطرية والسياحة .. وغيرها.
على صعيد آخر، أشار إلى أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد ألحت على ضرورة الرقي بالبحث والتطوير والبحث العلمي في الجامعات المغربية، مبرزا في هذا السياق أن جامعة عبد المالك السعدي ستضع رهن إشارة الباحثين كافة الوسائل التي تتوفر عليها لتحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد بالنسبة للجامعة المغربية.
من جانبها، أشارت المديرة الإقليمية للوكالة الجامعية الفرنكوفونية بالمنطقة المغاربية، دانييل بايي، أن الوكالة شرعت منذ سنة 2018 في مواكبة الجامعات في مسلسل إحداث مختبرات “فاب لاب” في إطار استراتيجيتها لدعم التشغيل وروح المقاولة لدى الطلبة المغاربيين، مبرزة أن هذا الالتزام مكن من إحداث 20 مختبرا “فاب لاب” بالجامعات المغربية.
وتابعت أن النهوض بجودة التكوين والتسيير بهذه المختبرات مكنت من جعلها على قدر كبير من الاحترافية، موضحة أنه خلال سنة 2019، تم الشروع في إحداث شبكة للمختبرات الجامعية المغربية لتعزيز تبادل التجارب والخبرات وتشبيك هذه المختبرات، إلى جانب تنظيم مهرجان سنوي متنقل لمختبرات “فاب لاب”، سيحط أواخر العام الحالي ببني ملال في دورة سنة 2021.
بدوره، أشار المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، امحمد حريف، إلى أهمية البحث العلمي والابتكار في تطور قطاع الطب، داعيا إلى تشجيع إحداث وحدات للبحث والتطوير مشتركة تجمع بين الأطباء والمهندسين والتقنيين، والتي من شأنها ان تشكل جسرا لتعزيز البحوث المشتركة بين مجالي الهندسة والطب.
وتطرقت المداخلات خلال اليوم الدراسي، الذي تميز بحضور ثلة من الأستاذة الجامعيين والباحثين والطلبة وحاملي المشاريع، إلى واقع حال مختبرات “فاب لاب” بالمغرب وتونس والجزائر، وآفاق تطوير الشراكة بين هذه المختبرات والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين.