الحكم بالسجن المؤبد في حق قاتل والدته.. وهذه تفاصيل الجريمة
قضت جنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بآسفي، أخيرا، بتأييد الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة الجنايات الابتدائية، والقاضي بإدانة المسمى «م.س» بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وفقا لفصول المتابعة من القانون الجنائي.
واستمعت هيأة الحكم للمتهم، الذي اقر بواقعة ارتكابه جريمة قتل والدته، موضحا أن نيته لم تنصرف إلى قتل والدته، وأنه لحظة الاعتداء عليها كان في حالة غضب شديد.
وبخصوص قيامه بإحضار الطبيب من أجل الحصول على رخصة بالدفن، أوضح أن خوفه من اكتشاف الجريمة، والزج به في السجن، دفعاه إلى ذلك، وأنه نادم على ما اقترف في حقها.
وأضاف، أمام هيأة الحكم، أنه لا يتذكر بالضبط كيف وقع الحادث، نتيجة الحالة النفسية التي كان عليها، مضيفا أنه بعد مرور قرابة ربع ساعة، استشعر ما وقع، خصوصا أنه وجد والدته جثة، ليقوم بنقلها إلى غرفتها، وسكب الماء عليها، معتقدا أنها مازالت على قيد الحياة.
واعتبر دفاع المتهم، أن محكمة الدرجة الأولى، عندما اعتبرت أن جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد غير ثابتة في حق المتهم، تكون قد جانبت الصواب، على اعتبار، أن المتهم نيته لم تنصرف بالمطلق إلى قتل الضحية، وأنه اعتدى عليها خطأ وفي حالة غضب، ولم يترصد لها ولم يفكر ولو لحظة في إزهاق روحها، مطالبا بإعادة تكييف المتابعة، وتمتيع المتهم بظروف التخفيف لظروفه الاجتماعية.
من جهته، اعتبر ممثل الحق العام، أن التهمة المنسوبة إلى الظنين ثابتة في حقه، من خلال تصريحاته التمهيدية وكذا أمام الوكيل العام وقاضي التحقيق، مشيرا إلى أن الادعاء بكون نية القتل العمد مع سبق الإصرار غير متوفرة، تكذبه وقائع الملف، إذ أن المتهم عمد إلى نقل والدته بعد وفاتها إلى غرفة نومها وأحضر الطبيب، مدعيا أن الوفاة طبيعية للتملص من مسؤوليته الجنائية.
وأضاف ممثل القضاء الواقف، أن المتهم اعتاد تعنيف والدته بشهادة الشهود، وأنه كل مرة كان يعرضها للتعنيف.
وتعود وقائع هذه القضية، إلى إيقاف المتهم من قبل الشرطة القضائية لأمن الصويرة، بعدما تقدم بعض الجيران بإشعار إلى السلطات الأمنية، يؤكدون من خلاله أن والدة المتهم «م.س» تعرضت لمكروه، وأنه أحضر الطبيب من أجل دفنها، غير أنه رفض الترخيص له، لتنتقل عناصر الشرطة القضائية، بعد إشعار الوكيل العام للملك، إلى منزل الضحية، حيث وجدتها متوفاة.
وبعد استفسار ابنها، أكد أنه عاد لتوه من السوق الذي يشتغل به، وقد وجد والدته متوفاة، ليتم اصطحابه إلى مقر الشرطة القضائية، في الوقت الذي تم فيه نقل الضحية إلى مصلحة التشريح الطبي بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله.
وبعد محاصرة المتهم بسيل من الأسئلة، سقط منهارا أمام فريق المحققين، مؤكدا أنه كان سببا مباشرا في إزهاق روح والدته، بعدما وجه إليها عدة ضربات بواسطة آلة حادة إلى رأسها حيث سقطت على الأرض، بعدما رفضت تسليمه مبلغا ماليا كان في حاجة إليه، ليغادر بعد ذلك المنزل في اتجاه حطب «الزعتر» والتوجه إلى السوق من أجل بيعه، وأثناء عودته عمد إلى تنظيف المنزل وإزالة كل ما قد يثير الشكوك حول وفاة والدته، قبل أن يقوم بإحضار الطبيب، من أجل منحه التصريح بدفن والدته، غير أنه رفض ذلك.
وعند الاستماع إلى مجموعة من الشهود، من بينهم شقيقة الضحية، أكدت أن ابن أختها اعتاد تعنيف والدته، أمام مرأى ومسمع من الجيران، الذين كانوا يتدخلون في كل مرة لفض النزاع بينهما، كما أنه كان يستولي على أموالها، من أجل قضاء لحظات من المتعة المسروقة، خصوصا أنه من المدمنين على شرب الخمر.
كما أن تقرير التشريح الطبي، أكد وجود علاقة سببية بين الوفاة والاعتداء، الذي تعرضت له الضحية.