أصبح مركز للامريم للتكوين المهني بالتدرج، الواقع بحي بوجراح بمدينة تطوان، فضاء ملائما للتعلم والتكوين لتقوية قدرات وصقل مواهب فتيان وفتيات الأحياء المجاورة وتسهيل اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي.
ويقدم المركز، الذي تم إحداثه في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وقطاع التكوين المهني والاتحاد الوطني لنساء المغرب باعتباره حامل المشروع، والجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب، بصفتها مسيرة للمركز، حصصا في التكوين المهني بالتدرج ستمكن المستفيدين، وجلهم نساء وفتيات، من تطوير كفاءات ضرورية من أجل الاندماج في سوق الشغل.
كما يروم المركز، الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 10 ملايين درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 3.5 مليون درهم، تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية لتمكين الفتيان والفتيات من التعبير عن قدراتهم، وتشجيع أنشطة القرب، والقيام بالتحسيس القانوني والمدني للمستفيدين، وتمكينهم من تكوين تأهيلي يتوج بالحصول على شهادة التكوين بالتدرج.
ويقترح المركز تكوينات في شعب الإعلاميات والرسومات الحاسوبية (أنفوغرافي) والتمريض والتربية والحلاقة والتجميل والحلويات والطبخ والفصالة والخياطة العصرية والطرز والرسم على الزجاج.
كما يتوفر المركز على خلية للاستماع وتوجيه ومواكبة النساء ضحايا العنف، ويقدم أنشطة الدعم المدرسي لفائدة تلاميذ إقليم تطوان الذين يواجهون صعوبات في مسارهم الدراسي وذلك بهدف محاربة الهدر المدرسي.
وأشارت مديرة المركز، فاطمة الازرق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه المنشأة، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 220 مستفيدا، تروم منح تكوين مهني بالتدرج بجودة لفائدة الشباب الذين غادروا صفوف الدراسة، وتتوفر على طاقم تكويني وتربوي عالي التأهيل، لافتة إلى أن 180 متدربا، تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 سنة، تسجلوا في المركز برسم سنة 2020 – 2021.
وتابعت بأن المركز يهدف أيضا إلى إدماج النساء ضحايا العنف في ورشات مهنية، بهدف تقوية قدراتهن وتسهيل اندماجهن الاجتماعي والاقتصادي وتشجيعهن على إبراز مهاراتهن، مبرزة أن المركز يتوفر أيضا على صفوف محو الأمية موجهة بشكل حصري للنساء.
في معرض حديثها عن انطلاق خدمات المركز في سياق جائحة فيروس كورونا، أكدت السيدة الازرق أن إدارة المركز تحرص على اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالحد من انتشار فيروس كورونا، خاصة ما يتعلق باحترام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية وتوفير المحاليل المطهرة.
من جانبها، اعتبرت لبنى بادر، مؤطرة بالمركز، أن الخدمات المقدمة تمكن المستفيدين من التكوين المهني بالتدرج من تقوية كفاءاتهم وأيضا تسهيل اندماجهم المهني وتحسين ظروف عيشهم، لافتة إلى أنها تقدم دروسا في الطبخ المغربي والدولي لتقريب المستفيدات من هذا المجال الواعد وتمكينهن من تطوير ذواتهن ومهاراتهن وإغناء معارفهن.
بدورها، أشارت نهى بوصبيح، متدربة في ورشة الحلويات، إلى أن إحداث المركز شكل فرصة لتقوية معارفها في هذا المجال الذي طالما كانت ترغب في الخوض فيه، مضيفة أن التكوين سيمكنها من الاندماج بيسر في سوق الشغل وتحقيق حلمها بأن تصبح طاهية لإبراز تنوع وغنى المطبخ المغربي.
ويدخل مركز للا مريم للتكوين المهني بالتدرج ضمن برنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يروم محاربة الاقصاء الاجتماعي وتحسين ظروف العيش وجودة حياة السكان، وضمان الاندماج الاجتماعي للشباب، وتقوية التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي، وتحقيق التنمية المحلية المستدامة وتقوية قدرات الفتيات.