الفارسي.. ياباني مغربي “بكى من نفرة الحجيج فوجد نفسه بينهم”
علي العلوي - مكة - سكاي نيوز عربية
قبل أكثر من 3 سنوات سافر ياسر الفارسي إلى السعودية بحثا عن باب جديد للرزق، ووضع نصب عينيه هدفا آخر هو زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج.
لكن المهندس الياباني صاحب الأصول المغربية لم يكن يتخيل أنه سيكون أحد القلائل المختارين لأداء “الركن الخامس”، في هذه الظروف الاستثنائية، مع انتشار فيروس كورونا حول العالم.
وقررت السلطات السعودية السماح لبضعة آلاف حاج فقط بأداء الفريضة هذا العام، لتتمكن من تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي الضرورية للحد من انتقال العدوى بين زوار المشاعر المقدسة.
كانت فكرة الحج لدى الفارسي تدور في ذهنه منذ العام الماضي، وحين رأى عبر التلفزيون نفرة الحجيج من مشعر عرفات إلى مزدلفة لم يستطع حبس دموعه من روعة المنظر، وأخذ يلوم نفسه لأنه لم يؤد الفريضة رغم أنه يقيم في المملكة ولا تبعد عنه المشاعر المقدسة سوى مسافة يسيرة.
وهذا العام، كان وزوجته زينب اثنين ممن تم اختيارهم من بين نحو 160 دولة لأداء حج عام 1441 هجرية، في ظل العدد المحدود الذي تمت الموافقة عليه.
تحدث الفارسي إلى “سكاي نيوز عربية”، ليعبّر عن سعادته الغامرة بهذه “الفرصة الثمينة” حسب وصفه، وأشاد بما شاهده من جهود كبيرة تقدمها المملكة للحجاج.
وقال إن هذه الجهود ظهرت “منذ بدأت في التقدم للظفر بالحج عبر موقع وزارة الحج والعمرة. لم أكن أتوقع الفوز بهذه النعمة الكبيرة، حيث تم قبولي ومن ثم بدأنا الإجراءات الأولية للحج”.
وأوضح “الحاج ياسر” أن السعودية “جسدت من خلال هذه المناسبة الكريمة حرصها على سلامة الحج في ظل الظروف الاستثنائية”، لافتا إلى أن “ما شاهده من جهود تقوم بها كافة الجهات الخدمية في المملكة تؤكد عيانا أن العمل على مستمر في محاربة الجائحة التي أثرت بشكل كبير على جميع دول العالم”.
وسرد سلسلة الإجراءات التي مر بها منذ وقع عليه وزوجته الاختيار، مرورا بالفحص الطبي للكشف عن الأمراض وأخذ تطعيمات الحمى الشوكية الموسمية والفحص المخصص لفيروس كورونا المستجد، ثم الخضوع لعزل منزلي قررته وزارة الصحة السعودية قبل بدء موسم الحج، وكذلك الأمر بعد انتهائه.
ويصف الفارسي الإجراءات الصحية لهذا العام بأنها “في غاية الدقة والعناية، فهي لم تغفل جانبا، من الإسورة الذكية التي تتابع خطوات الحاج ومساره لضمان تنقله بكل يسر حتى الحجر المؤسسي”.
لكن مع هذه المستجدات والإجراءات الاستثنائية، لم تسعف الكلمات الفارسي لوصف سعادته، واكتفى بقول “شعور عظيم أن أكون ضمن حجاج هذا العام”.