أطلق عدد من نشطاء المجتمع المدني بحي بني مكادة بمدينة طنجة مبادرة لإيواء مجموعة من المشردين والأشخاص دون مأوى قار خلال فترة حالة الطوارئ الصحية.
وأشار حفيظ شنغاو، الناشط المدني بمدينة طنجة وأحد المشرفين على المبادرة، أن تهيئة “الفضاء المواطناتي للعيش المشترك” جاء في سياق مساهمة المجتمع المدني بحي بني مكادة، وبمدينة طنجة عموما، في جهود العناية بهذه الفئة من المواطنين التي تعيش على هامش المجتمع، موضحا أنها مبادرة تستهدف توفير الإيواء والإطعام والنظافة والتأهيل للأشخاص الذين يفترشون الشارع.
وأضاف المتحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها تروم “حماية هذه الشريحة من الناس التي يمكن أن تشكل خطرا على نفسها وعلى المجتمع في حالة الطوارئ الصحية، لكونها قد تشكل قناة لانتشار فيروس كورونا المستجد”، موضحا أنها مبادرة تعكس “وعي المجتمع المدني بضرورة الإبداع واتخاذ المبادرة لدعم الجهود المبذولة وطنيا للحد من انتشار وباء كورونا”.
وذكر السيد حفيظ شنغاو بأن المبادرة انطلقت بوضع رجل الأعمال الشاب منصور أجعوض لبناية تضم 5 شقق رهن إشارة المجتمع المدني لتنفيذ هذه المبادرة، تم على إثرها إطلاق نداء لسكان مدينة طنجة يوم 21 مارس للمساهمة في تأهيل البناية، وهي الأشغال التي أنجزت في اليومين المواليين، قبل أن تنطلق عمليات جمع التبرعات وتمويل اقتناء التجهيزات المنزلية.
وأضاف أنه في ظرف 5 أيام تم الانتهاء من تجهيز البناية التي تضم 5 شقق، لتوفر بالتالي حوالي 100 سرير مخصص لاستقبال الأشخاص دون مأوى في ظروف إنسانية، مسجلا أنه سيتم توفير تغذية متوازنة، بواقع 4 وجبات في اليوم، بعين المكان بعد تجهيز مطبخ بالبناية.
وأشار الناشط في المجتمع المدني إلى أن اللمسات الأخيرة جارية للانتهاء من تأهيل المبنى والشروع في استقبال الموطنين دون مأوى قار، منوها بأن استقبال النزلاء سيتم بإشراف من السلطات المحلية وبتوجيه من مندوبية الصحة لتفادي انتقال العدوى داخل فضاء الإيواء، حيث سيتم تمكينهم من حمام دافئ وملابس جديدة وفراش وأغطية.
وخلص السيد شنغاو إلى أنه سيتم وضع برنامج خاص للتحسيس والتوعية، إلى جانب تقوية قدرات النزلاء ومهاراتهم الحياتية أملا في دمجهم في الحياة العملية وتمكينهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي وضمان سبل العيش الكريم بعد نهاية حالة الطوارئ الصحية.