احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، مساء الخميس، بالحسيمة، أمسية توعوية في إطار الحملة التحسيسية الوطنية الثالثة في موضوع الاستعمال الآمن للأنترنيت والمواطنة الرقمية.
وتستهدف هذه الحملة، حسب الجهة المنظمة، تلاميذ المؤسسات التعليمية وذلك تنفيذا لاتفاقية التعاون والشراكة التي تجمع النيابة الاقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمديرية الاقليمية للتربية الوطنية بالحسيمة، وذلك في إطار تنويع العرض الثقافي والتثقيفي الذي يقدمه فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالحسيمة للناشئة بصفة خاصة وعموم المواطنين بصفة عامة.
وأبرزت المؤطرة التربوية، وردية السكاكي، المخاطر التي يمكن أن تشكلها الشبكة العنكبوتية على الأطفال الصغار، من قبيل الإدمان على الالعاب الالكترونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والذي قد يؤدي إلى الفشل الدراسي ويتسبب في أمراض نفسية وعضوية، معتبرة ان “اتساع الفجوة الرقمية وتزايد التقدم التكنولوجي بوتيرة سريعة أفرز لنا بيئة جديدة للتربية”.
وتحدثت المتدخلة عن مفهوم “المواطنة الرقمية” باعتبارها مجموعة من الضوابط والقيم الأخلاقية التي تتيح استعمالا أمثل للتقنيات الحديثة بنوع من الوعي والمسؤولية، معددة عناصرها المتمثلة في الولوج الرقمي، والتجارة الرقمية، والثقافة الرقمية، والأمن الرقمي، والاتصال الرقمي، وقواعد السلوك الرقمي، والقانون الرقمي، والحقوق والمسؤوليات الرقمية، والصحة والرفاهية الرقمية.
وأشارت إلى أن التربية على المواطنة الرقمية يروم “تطوير كفايات الأطفال في الفضاء الرقمي وإدماج الفئات المفتقرة لثقافة رقمية في هذه البيئة الجديدة”، محذرة من بعض الجرائم الإلكترونية الناجمة عن التطور التكنولوجي المتسارع.
في هذا السياق، تم تنظيم ورشة عملية أشرف على تأطيرها مسؤول بالفرقة الجهوية لمحاربة الجريمة المعلوماتية بالأمن الجهوي للحسيمة، والتي تم خلالها الإشارة إلى أن تحرير قطاع الاتصالات بالمغرب وارتفاع استعمال الهواتف الذكية ساهم في رفع عدد مستعملي الانترنت إلى 23 مليون شخص وفق إحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لعام 2019، حيث فسح هذا التطور المجال لظهور أنواع مستحدثة من الجرائم.
كما تم التطرق إلى جهود المديرية العامة للأمن الوطني التي وضعت، منذ سنوات، استراتيجية لمكافحة الجرائم المعلوماتية، حيث تم إنشاء مصلحة مركزية على مستوى مديرية الشرطة القضائية و29 فرقة جهوية على الصعيد الوطني تعنى بالأبحاث في هذه الجرائم، وإحداث مختبرات وطنية وجهوية متخصصة في الجرائم المعلوماتية، وتكوين عناصر شرطة متخصصة في المجال.
وتم خلال الورشة توجيه سلسلة من النصائح للأطفال من أجل استعمال آمن للانترنيت، من بينها تجنب نشر الصور والمعلومات الشخصية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم كشف كلمات المرور للآخرين، وتجنب استعمال البرامج المجهولة المصدر وفتح الرسائل المجهولة وتجنب استعمال الكاميرا أثناء المحادثات، مع الحرص على استشارة أولياء الأمور.