موسم أصيلة يكرم الفنان التشكيلي والفاعل الجمعوي الراحل فريد بلكاهية
أفرد موسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته السابعة والثلاثين (24 يوليوز – 9 غشت)، تكريما خاصا للفنان والفاعل الجمعوي فريد بلكاهية، أحد رواد الحداثة التشكيلية في المغرب، الذي وافته المنية يوم 25 شتنبر المنصرم بمسقط رأسه مراكش عن عمر يناهز الثمانين عاما.
طنجة نيوز – و.م.ع
أفرد موسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته السابعة والثلاثين (24 يوليوز – 9 غشت)، تكريما خاصا للفنان والفاعل الجمعوي فريد بلكاهية، أحد رواد الحداثة التشكيلية في المغرب، الذي وافته المنية يوم 25 شتنبر المنصرم بمسقط رأسه مراكش عن عمر يناهز الثمانين عاما.
في كلمة لمحمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، استعرض بعض ملامح علاقته مع الفنان الراحل التي امتدت لعقود، مؤكدا أنه شكل قيمة فنية ثابتة، وكان مجددا وثوريا من الناحية الإبداعية لا يقبل الابتذال، فطور تجربته الفنية من الصباغة إلى العمل على الجلد والحناء والوشم والنحاس والصمغ وغيرها.
وتحدث بن عيسى عن مرحلة إدارة بلكاهية لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، التابعة للمجلس البلدي، دون خبرة إدارية، وتشكيله خلية من الفنانين (محمد المليحي، محمد شبعة، كمال بوطالب، محمد أطاع الله، محمد حميدي …) من أجل التسيير الجماعي للمدرسة.
وذكر بالتكريم الذي حظي به الراحل من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعناية الخاصة التي أولاها جلالته لمؤسسة فريد بلكاهية، وكذا بالأهمية التي تحظى بها أعماله الفنية في مختلف بلدان العالم، من قبيل المتحف العربي للفن الحديث بقطر، على غرار ما ستحظى به في المتحف الذي سيتم افتتاحه بعد أيام بأصيلة.
وقال مدير معهد البحث العلمي، فريد الزاهي، من جانبه، إن هذا الاحتفال بالفنان التشكيلي الراحل ليس امتلاكا ولكنه عرفان رمزي بإسهامات بلكاهية الذي كان مبدعا “متوحدا يسير مع الجموع”، وخط لنفسه مسارا متميزا سار فيه لوحده.
وأضاف الزاهي، الذي نسق أشغال الندوة، أن تجربة فريد بلكاهية مفتوحة على العديد من التأويلات، ما يلزم معه تحريره من القواميس التي تعطى كمفاتيح لفنه، حتى تمكن قراءته من جديد.
واعتبر الناقد الفني أن بلكاهية ظاهرة فريدة في التاريخ الفني للبلاد، فهو حديث ومعاصر في الآن ذاته، انطلق من المحلية ليحلق عاليا في رحاب العالمية، وقال إن “فريد بلكاهية ليس ملكا لأحد، بل إن آثاره تظل تسكن كل الأمكنة”.
أما الباحث الإيراني مراد منتظمي، مفوض متحف “تايت” بلندن، الذي نظم سنة 1995 أحد أهم المعارض حول الفن التشكيلي في المغرب، فرأى أن بلكاهية فنان ورجل كبير، موضحا أنه انتقل من الاشتغال على الجلد إلى النحت اعتمادا على عدد من المواد الخام.
وذكر بأن بلكاهية، الذي تنقل بهدف الدراسة بين المغرب وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا حيث درس السينوغرافيا والمسرح وجال في عدد كبير من بلدان العالم، تعرف، بالخصوص، على الشاعر الشيلي بابلو نيرودا والشاعر الفرنسي بول إلوار والكاتبة إلزا تريولي.
وقدم منتظمي قراءة لعدد من الصور الثابتة للوحات تشكيلية لفريد بلكاهية، مشيرا، بالخصوص، إلى تجربته العميقة وخصوصيته وتمرده على الشكل المستطيل للوحة الموروث عن الفن الأمريكي، واعتماده الأشكال الدائرية المعبرة.
وتحت عنوان “الكف الخصبة”، تحدث الناقد الفني محمد الراشدي عن مفهوم الكف التي تحتل حيزا مهما في أعمال بلكاهية، مشيرا إلى أنها تعد أساس العمل الإبداعي للفنان الراحل.
وأوضح محمد الراشدي أن الكف في اللوحات التشكيلية لبلكاهية تعكس أفكاره الرئيسية وتتيح له حل إشكالية اللوحة والصراع بين التعبيرية والتجريد، إذ تصبح صرخة، تهيمن على باقي مكونات اللوحة التشكيلية.
وتحدث الفنان التشكيلي والناقد الفني التونسي، ناصر بن الشيخ، عن متابعته للفن التشكيلي المغربي منذ بدايات تشكله واللبنة الأساس التي شكلتها إبداعات فريد بلكاهية في سبيل تطوير الثقافة الفنية والحس الجمالي في المغرب وخارجه.