طنجة تحتضن مهرجان عازفي البيانو “الموهوبون الهواة”
احتضنت مدينة طنجة، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، بمبادرة من المعهد الفرنسي، مهرجان عازفي البيانو “الموهوبون الهواة”، كلحظة فنية فريدة على الصعيد الإفريقي استقطبت اهتمام الآلاف من عشاق الموسيقى.
طنجة نيوز – و.م.ع
احتضنت مدينة طنجة، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، بمبادرة من المعهد الفرنسي، مهرجان عازفي البيانو “الموهوبون الهواة”، كلحظة فنية فريدة على الصعيد الإفريقي استقطبت اهتمام الآلاف من عشاق الموسيقى.
وعرفت هذه التظاهرة الفنية، المنظمة بالشراكة مع “مهرجان هواة العزف على البيانو الموهوبين”، مشاركة خمسة عازفي البيانو من فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيرلندا، قدموا عروضا منفردة ومعزوفات متنوعة تمثل أنماطا موسيقية مختلفة من روائع باخ وغيرشوين وموزارت، وشوبرت وشوبان وليزت وديبوسي ورافيل ورحمانينوف.
واكتشف متتبعو هذا المهرجان، الذين حجوا بالآلاف إلى قاعة العرض، عازفي البيانو من طينة خاصة، وإن اختلفت مساراتهم المهنية البعيدة كل البعد عن عالم الموسيقى الاحترافية، إلا أن ما يجمعهم تألقهم الموسيقي وإلمامهم الكبير بآلة البيانو، سواء من الناحية الفنية أو الموسيقية، والذين كشفوا النقاب أمام جمهور طنجة عن إبداعات موسيقية خالدة من ريبيرتوار الموسيقى العالمية خاصة منها الكلاسيكية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قال مدير المعهد الفرنسي طنجة، ألكسندر باجون، إن هذا الحدث الثقافي المميز يأتي استجابة لطلب عشاق الموسيقى بالمغرب عامة ومنطقة طنجة خاصة، ورغبتهم في اكتشاف عوالم موسيقية جديدة من حيث العرض الموسيقي، حيث يبقى العرض “غير كاف” أمام رغبة ساكنة المنطقة للاطلاع على مختلف الإبداعات الموسيقية العالمية.
وأضاف أن “مهرجان طنجة العالمي مكن عشاق الموسيقى بالمنطقة من سبر أغوار فن موسيقي بجودة عالية، ما يعزز انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى وسمعة المغرب كأرض للتلاقي وحوار الثقافات”، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يهدف إلى تمكين المتتبع المغربي من استكشاف هذا النوع من الموسيقى وحضور حفلات موسيقية من الصنف العالمي مع توسيع العرض الموسيقي بطنجة، التي تعرف اهتماما خاصا بموسيقى الجاز، والموسيقى العربية الأندلسية والأمازيغية على مدار السنة.
وبخصوص عدم مشاركة عازفين مغاربة خلال المهرجان، قال ألكسندر باجون إن معظم عازفي البيانو المغاربة هم من صنف “المحترفين”، في حين أن المهرجان يستدعي مشاركة مستوى معين من العازفين الحاصلين على تتويج في المسابقات الدولية المخصصة للهواة، مؤكدا أن منظمي المهرجان سيحرصون خلال القادم من الدورات على توجيه دعوة خاصة لعازفي البيانو المحترفين لتمثيل المغرب.
من جهته، قال المدير الفني للمهرجان جوليين كورتز إن هذه التظاهرة الثقافية تمكن عازفي البيانو الهواة من مستوى عال لتقديم حفلات خاصة بهم والالتقاء بالجمهور الذواق الى هذا النوع من الموسيقى، مشيرا إلى أن عازفي البيانو المشاركين في مهرجان طنجة سبق وأن بلغوا نهائيات مسابقات دولية لعازفي البيانو الهواة.
وأضاف أن هذه التظاهرة “تشكل مناسبة لدعم علاقات التعاون القوية بين المغرب وفرنسا، وإغناء الرصيد التقليدي الثقافي المغربي المتجذر في التاريخ أكثر فكثر”، مبرزا أن المهرجان يهدف إلى منح الموسيقيين الموهوبين الفرصة لتقديم عروض موسيقية أمام الجمهور المغربي في هذا النوع من الإبداع الفني بعيدا عن منطق المنافسة التي تقتضيها المسابقات.
ويعد مهرجان “الموهوبون الهواة” تظاهرة موسيقية خاصة بعازفي البيانو فريدة من نوعها، أطلقت سنة 2008 من إذاعة فرنسا بباريس، وهي أول تظاهرة فنية من هذا النوع التي أعطت فرصة استثنائية لعازفي البيانو الهواة للتعبير عن ذواتهم الموسيقية دون شرط المنافسة.
ويجمع عازفو البيانو المشاركون في التظاهرة، وهم من الفائزين في المسابقات الدولية لعازفي البيانو الهواة، حبهم للموسيقى ومتعة الأداء ورغبتهم في تقاسم مواهبهم الفذة مع الجمهور.
ومنذ عام 2011، احتضن مسرح دو شاتليه في باريس كل سنة هذه التظاهرة، في حين التأمت نسخ أخرى في عوالم أخرى في إطار جولة فنية قادت العازفين الهواة إلى ريو دي جانيرو وشنغهاي وبودابست وسانت بطرسبرغ وبوينس آيرس ووروزاريو.
وسجل المهرجان مشاركة أكثر من 120 من الموسيقيين الهواة والمحترفين، الذين وقعوا على حضور موسيقي ملفت على مختلف المسارح الدولية.