مواطن بلجيكي ينهي بطنجة مسيرة إنسانية طويلة لفائدة أطفال أفارقة

وصل مواطن بلجيكي في 48 من عمره يوم الاثنين إلى طنجة كمرحلة أخيرة في مسيرة فاق طولها 3800 كلم، جاب خلالها عددا من البلدان الأوربية للتحسيس بمشاريع إنسانية لفائدة أطفال بوركينافاصو.
وصل مواطن بلجيكي في 48 من عمره يوم الاثنين 25 ماي 2009، إلى طنجة كمرحلة أخيرة في مسيرة فاق طولها 3800 كلم، جاب خلالها عددا من البلدان الأوربية للتحسيس بمشاريع إنسانية لفائدة أطفال بوركينافاصو.

وانطلق بول دريبيز، رجل أعمال، في رحلته الطويلة في 14 من فبراير الماضي من قرية شيماي (نواحي إقليم والوني ببلجيكا) للقيام بجمع تبرعات لتمويل مشروع منظمة “نشيد للأطفال” غير الحكومة التي تنشط ببوركينافاصو في مجال معالجة الأطفال المصابين بمرض “نوما”.

وأكد السيد دريبيز لدى نزوله من باخرة قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء أن هذه المبادرة الإنسانية، التي أطلق عليها اسم “قدم رحالة”، تنتهي بعبور مضيق جبل طارق ووطأ أرض إفريقيا كدلالة رمزية على علاقات التضامن الإنساني الموجودة بين القارتين منذ القدم.

وقال إنه “خلال هذا السفر الكبير، كانت لي فرصة الحديث مع العديد من الناس من مختلف الجهات والمشارب حول هذا التحدي الإنساني”، مضيفا أن الأمر يتعلق بالحديث مع الناس حول مأساة هؤلاء الأطفال الصغار المصابين بمرض “نوما” (غرغرينا تصيب الوجه) وبمختلف الأورام التي تصيب الوجه.

وفضلا عن جمع التبرعات من أجل بناء مستوصف لعلاج هذه الأمراض، يسعى دريبيز من هذه الجولة التي تنظمها جمعيته إلى مساءلة الضمير الإنساني وتوعية الناس بأهمية التضامن بين الشعوب. وهو الرهان الذي يبدو أن الرحالة والمغامر دريبيز استطاع الفوز به نظرا لحجم التضامن الذي أبداه آلاف الأشخاص ممن التقى بهم، بالإضافة إلى نيله اهتماما إعلاميا كبير بكل من فرنسا وبلجيكا.

من جانبها، اعتبرت السيدة آريان فيانيو، الممثلة الدائمة لجمعية “نشيد الأطفال” ببوركينفاصو أن هذه المبادرة الإنسانية المتميزة تكتسي أهمية خاصة في العمل الاجتماعي والإنساني للمنظمة عبر مساهمتها في مساعدة أطفال هذا البلد الإفريقي.

إعلان

وأوضحت السيدة فيانيو أن مرض “نوما”، المجهول لدى غالبية الناس، يصيب أطفال بوركينافاصو بكثرة، إذ تلتهم الغرغرينة أوجههم الفتية وتشووها، وتدفع بهم إلى الانطواء والمعاناة في صمت، إذ يخلف المرض آثارا وخيمة على نفسية المريض، خصوصا وأن نسبة الولوج إلى العلاج محدودة نظرا لقلة ذات اليد والفقر والإقصاء الاجتماعي.

وبخصوص تقدم مشروع إنشاء المركز الاستشفائي ببوركينافاصو، أبرزت أن الجمعية، التي تعمل منذ 14 سنة بهذا البلد، على وشك إطلاق أشغال بناء هذه الوحدة الصحية والتي ستسمح بالتكفل بالأطفال المصابين بهذا الداء.

وقالت إن مسيرة “قدم رحالة” للمغامر بول ديبريز تشكل دعما مهما للمبادرة الإنسانية للجمعية حيث ستمكنها من مكافحة اللا مساواة وتحسيس الناس بمأساة الأطفال الأفارقة.

واستقبل السيد بول ديبريز لدى وصوله إلى ميناء طنجة بمندوب جهة والوني بروكسيل بالمغرب السيد دانييل مانشارت والقنصل العام لبلجيكا بطنجة السيد غابرييل ستوك.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع “نشيد الأطفال” ومسيرة “قدم رحالة” تحظيان برعاية عدد من الشخصيات الأوربية المرموقة، من بينها المستكشف العالمي نيكولاس هولو، وفان بيرسيل الحائز على جائزة نوبل للسلام.

و.م.ع.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...