فوز نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية بفنزويلا يعبد الطريق أمام “اشتراكية القرن ال21”
لم تسقط وصية الرئيس الراحل هوغو تشافيز من ذاكرة الفنزويليين بسرعة فمنحوا “وريثه السياسي” نيكولاس مادورو مفاتيح قصر ميرافلوريس الرئاسي. بعد أن فاز في انتخابات أمس الأحد? ليكرس الثورة البوليفارية ويحافظ على إرث الاشتراكية متوهجا خلال السنوات الست المقب
هشام الأكحل – و م ع
لم تسقط وصية الرئيس الراحل هوغو تشافيز من ذاكرة الفنزويليين بسرعة فمنحوا “وريثه السياسي” نيكولاس مادورو مفاتيح قصر ميرافلوريس الرئاسي. بعد أن فاز في انتخابات أمس الأحد? ليكرس الثورة البوليفارية ويحافظ على إرث الاشتراكية متوهجا خلال السنوات الست المقبلة.
وكما حدث في رئاسيات أكتوبر الماضي أمام الراحل تشافيز. لم تستطع المعارضة هذه المرة أيضا هزم طيف تشافيز أو هزم مادورو الذي لبس عباءته وراح يقلده في حركاته وسكناته مرددا اسمه في السر والعلن آلاف المرات. ومذكرا الفنزويليين أنه سيصبح رئيسا لأن تشافيز أمر بذلك فكان له ما يريد وحصل على نسبة 66ر50 بالمائة من الأصوات متفوقا على مرشح المعارضة إنريكي كابريليس رادونسكي الذي حصل على 07ر49 بالمائة من أصوات الفنزويليين أي بفارق 59ر1 بالمائة.
وقبل إعلان هذه النتائج. عاشت فنزويلا حالة من الترقب الشديد أفسح المجال للحرب الكلامية والنفسية لاسيما على صفحات المواقع الاجتماعية التي أضحت وسيلة لا غنى عنها في التواصل خلال الحملات الانتخابية بدول أمريكا اللاتينية.
وأكد كابريليس أنه لن يعترف بالنتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية حتى يتم احتساب جميع أصوات الناخبين الفنزويليين. داعيا إلى مراجعة شاملة لكل أصوات الناخبين قبل أن يؤكد أن المعارضة أحصت أزيد من 3200 انتهاك للقوانين المنظمة للمسلسل الانتخابي.
ولأن مادورو ليس هو تشافيز. حتى وإن لبس سترة هذا الأخير المزكرشة بالنجوم وألوان العلم الفنزويلي. يقول كابريليس فإن المشهد السياسي تغير خلال هذه الانتخابات? وعلامة تغيره هو تصويت نحو مليون ناخب من صفوف الحزب الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي إليه مادورو لصالح المعارضة التي حصلت على 2ر7 مليون صوت.
وقبل أن ينزع كابريلس. خلال ندوة صحافية عقدها بكراكاس عقب الإعلان عن النتائج? الشرعية عن الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو أكد أن كلمة الشعب مقدسة بالنسبة إليه. مما يعني أن المعركة ستتواصل حتى تنجلي حقيقة من اختاره الفنزويلييون لخلافة تشافيز.
ومن قصر ميرافلوريس بكراكاس. دعا نيكولاس مادورو إلى الوحدة والسلام. وحث مناصريه على تجنب كل أشكال الاستفزازات والمواجهات. قبل أن يتوجه بالدعوة إلى منافسه مرشح المعارضة بقبول ما أفرزته صناديق الاقتراع إن كان يؤمن بالديمقراطية. مبرزا أنه لو خسر الانتخابات بفارق صوت واحد لكان أول المهنئين “لكنني فزت بطريقة عادلة وشرعية ودستورية”.
وأضاف أنه بهذا الفوز “ستظل فنزويلا اشتراكية لتقف في وجه الامبريالية والرأسمالية”. معلنا أن سلطات بلاده تمكنت من إحباط عملية دولية تهدف إلى تخريب الديمقراطية في البلاد بعد أن ألقت القبض على مجموعة جديدة كانت تعد للقيام بأعمال عنف وزرع الفتنة في المجتمع الفنزويلي.
وأقسم مادورو بأن يكون رئيس السلام لأنه لا تقدم لفنزويلا من دون ضمان السلام والاستقرار والديمقرطية لتحقيق الازدهار. محذرا “أعداء فنزويلا المتربصين بها من الخارج”.
وكما توقعت استطلاعات الرأي فقد تمكن مادورو? الذي يتولى الآن إدارة المرحلة الانتقالية. من تحقيق رغبة الزعيم الراحل هوغو تشافيز. وفاز بالانتخابات وهو المدعوم سياسيا من مختلف تيارات اليسار الاشتراكي بدول أمريكا اللاتينية لاسيما من هافانا.
مادورو لا يخجل من ماضيه .. بدأ مساره المهني كسائق حافلة ثم أصبح نقابيا بارزا ورئيسا للجمعية الوطنية (البرلمان) ثم وزيرا للخارجية لست سنوات قبل أن يتم تعيينه بعد انتخابات أكتوبر الماضي نائبا للرئيس فرئيسا بالنيابة عند وفاة تشافيز ثم خلفه على رأس البلاد للسنوات الست المقبلة.
ولا يتردد مادورو في تقديم نفسه على أساس أنه رئيس فنزويلا القادر على تخليص البلاد من أكبر مشكل يؤرق الفنزويليين والمتمثل في انعدام الأمن وارتفاع معدلات الجريمة.
وفي انتظار فرز الأصوات صوتا صوتا كما تشترط ذلك المعارضة من أجل الاعتراف بمادورو كأول رئيس لفنزويلا لمرحلة ما بعد تشافيز. ستكون أمامه تحديات كبيرة لاسيما في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
د/هل
دك