مهرجان “صيف طنجة الدولي” يختتم فعاليات دورته الثالثة ويبصم على نجاح باهر
وسط عشرات الآلاف من الجماهير التي احتشدت في ساحة “باب الديوانة” بطنجة، أسدل مهرجان “صيف طنجة الدولي” الستار على فعالياته، موفيا بكل وعوده في الجودة والتميز، حيث رفع سقف التحديات عاليا عبر أمسية باذخة اختتمت 5 أيام كاملة من سهرات فنية كان شعارها الأساسي “التميز.. ماركة مسجلة”.
المهرجان الذي ينظم من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل الثقافي والرياضي والتربوي و الاجتماعي، بشراكة مع المديرية الجهوية للشباب والثقافة، قطاع الشباب، أتم هذه السنة دورته الثالثة، بتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 25 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
واحتضنت الأمسية الختامية للمهرجان المجموعة الفنية المتميزة والطموحة “أطفال الغيوان”، والرابور الطنجاوي الشهير مسلم، في أمسية ستظل عالقة بالأذهان لزمن طويل، حيث عاشت الجماهير الطنجاوية وضيوف المدينة أمسية استثنائية من أماسي مهرجان صيف طنجة الدولي، عبر استضافة المجموعة المتميزة “أطفال الغيوان”، التي شكلت بالفعل مفاجأة سارة للجماهير الحاضرة بفضاء باب الديوانة.
ورددت المجموعة، بموسيقييها الصغار سنا والكبار موهبة، أغاني من صميم الفن المغربي، مثل التراث الكناوي والظاهرة الغيوانية.
ولم ينس قائد الفرقة تقديم عبارات العرفان لرئيس مؤسسة طنجة الكبرى، عبد الواحد بولعيش على الثقة التي وضعها في أفراد المجموعة، وللسيد عبد الواحد اعزيبو، الذي كان له الفضل في أول سهرة للمجموعة خارج المغرب، بالضبط في إسبانيا.
وكان من بين الحاضرين في هذه السهرة قرابة 200 من الأطفال والشباب من الأقاليم الصحراوية المغربية، الذين حلوا بطنجة في زيارة استجمام، فجمعت هذه السهرة الختامية كل المغاربة من طنجة إلى الكويرة. وفي لحظة مؤثرة، امتزجت أصوات أفراد المجموعة بأصوات الآلاف من الحاضرين في أغنية “العيون عينيا”، وردد الجميع في مشهد مؤثر “العيون عينيا.. والساقية الحمرا ليا.. والواد وادي..”.
وشهدت هذه الأمسية لحظات عرفان وتقدير عبر تكريم عدد من التلميذات والتلاميذ المتفوقين في امتحانات البكالوريا، والذين تسلموا دروع وشهادات التكريم من طرف المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والرياضة، رشيد ريان.
كما تم تكريم عدد من الناشطات والناشطين في العمل الجمعوي، والذين قدموا نماذج تحتذى في مجال العمل الاجتماعي أو في مجال التحدي والإصرار على النجاح.
الوصلة الثانية من الأمسية الختامية الماتعة لمهرجان صيف طنجة الدولي كانت وفية لكل الانتظارات، حيث استقبل عشرات الآلاف من الحاضرين الرابور الطنجاوي مسلم، والذي حول فضاء باب الديوانية إلى سمفونية عملاقة ردد فيها الجمهور ومسلم أغاني شهيرة بصوت واحد.
وكان الرابور مسلم وفيا لحسه الفني الكبير، وأيضا لحسه الإنساني الراقي، حيث أسر قلوب الجماهير الحاضرة بفنه الممتع، وأيضا بلفتاته الإنسانية، خصوصا تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، وقدم نموذجا لامتزاج الفن الملتزم بالرقي الإنساني.
ولم يسدل المهرجان ستاره قبل تكريم جنود الخفاء من اللجنة التنظيمية، وهم عشرات الشباب الذين أمضوا أسابيع طويلة يربطون ساعات الليل بالنهار، في نكران ملفت للذات، من أجل نجاح وتألق مهرجان “صيف طنجة الكبرى”، والذي سيظل محلقا في الأعالي كالنسر، وفي كل مرة سيرفع سقف التحديات عاليا, والذين بدورهم أبوا إلا أن يكرموا مهندس المهرجان، رئيس المؤسسة، إبن طنجة البار عبد الواحد بولعيش على المجهودات التي يقوم بها من أجل إنجاح التظاهرة ومن أجل تقديم كل ما يخدم الجانب التربوي، الثقافي، الاجتماعي والرياضي داخل مدينتنا العزيزة طنجة الكبرى .