مرتيل .. مريم صالح ومحمد الذهبي، نبوغ دراسي رغم الإعاقة

و.م.ع

جرى، اليوم الثلاثاء بمقر جمعية الأوائل بمرتيل، الاحتفاء بالتلميذين المتفوقين مريم صالح ومحمد الدهبي، بمناسبة حصولهما على شهادة البكلوريا دورة 2023 العادية، بميزة حسن، إذ يشكلان نموذجا حيا للنبوغ الدراسي رغم الإعاقة.

ونوهت الكلمات خلال هذا الحفل، الذي حضرته فعاليات جمعوية ومؤسساتية مهتمة بقضايا الإعاقة بعمالة المضيق الفنيدق، بالمسار الدراسي المتميز للتلميذين المتوجين، واللذين ينتميان لجمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة، مبرزة أن نجاحهما سيشكل حافزا لباقي الأطفال في وضعية إعاقة من أجل النجاح والتميز والمثابرة.

وأشادت التدخلات بمستوى العمل والجهود الدؤوبة التي يبذلها مركز الأوائل بمرتيل وجمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة بعمالة المضيق الفنيدق، والتي بدأت تجنى ثمارها، لاسيما بفضل دعم المؤسسات العمومية الشريكة.

وشكلت هذه الاحتفالية فرصة لتشجيع باقي رواد المركز وأطره التربوية والاجتماعية لمزيد من الاجتهاد والعمل الجاد، خدمة لهذه الفئة من الأطفال، التي تثبت قدراتها متى توفرت الظروف الملائمة، كما شكلت كذلك مناسبة للتنويه بأسرتي التلميذين المتفوقين، لتوفيرهما جوا أسريا مشجعا للتميز.

وأكد التلميذ محمد الدهبي، أن تمكنه من نيل شهادة الباكلوريا، رغم إعاقته الحركية، ما كان ليتحقق لولا المساندة والدعم الكبير الذي تلقاه داخل جمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة بعمالة المضيق الفنيدق، التي جندت طاقمها التربوي والإداري، ما مكنه من الحصول على معدل 15,04 مسلك علوم إنسانية.

وأضاف الدهبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أن الجمعية فتحت له نافذة التألق والنجاح والاندماج، مشيرا الى أن أسرته لعبت دورا أساسيا في هذا التميز، إذ آمنت بقدراته وضحت بالكثير من أجل بلوغ هذا النجاح، على أمل أن يواصل مسار النجاح خلال دراساته الجامعية بشعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل.

من جانبها اعتبرت مريم صالح، الحاصلة على معدل 15,83 مسلك علوم إنسانية، أن نيلها شهادة البكالوريا جاء بعد جهد كبير من طرفها، حيث أنها حولت إعاقتها الذهنية إلى عامل ومحفز للنجاح، قصد تأكيد أن الأطفال في وضعية إعاقة مثلهم مثل أترابهم “الأسوياء” بل يمكنهم التفوق عليهم إذا ما احتضنهم المجتمع ومؤسساته.

إعلان

وذكرت مريم أن شهادة الباكلوريا التي نالتها بميزة حسن، ما هي سوى بداية لمسيرة أخرى للدارسة الجامعية، التي ستعمل من خلالها على تأكيد تفوقها الدراسي إثبات ذاتها وتأكيد تفوق الأشخاص في وضعية إعاقة، معتبرة أن نجاحها في هطا المسار سيفتح أفقا جديدا لأطفال جمعية الأوائل.

أما مديرة مركز الأوائل بمرتيل التابع لجمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة بعمالة المضيق الفنيدق كوثر الدغوغي، فاعتبرت أن النتائج التي حققها التلميذان المنتميان للجمعية منذ تأسيسها، يعد حافزا حقيقيا للمزيد من العطاء، مشيرة إلى أن هذا النجاح هو كذلك ثمرة مجهود عائلي وفر جميع سبل التميز للتلميذين المتفوقين.

وأضافت الدغوغي أن الجمعية تأمل في أن يكون النجاح والتميز حليف 7 تلاميذ سيجتازون الامتحانات الإشهادية للابتدائي و6 تلاميذ مقبلون على امتحانات الإعدادي، مشددة على أن الجمعية تعمل على إرساء حق هؤلاء الأطفال في تعليم دامج على المستوى المؤسساتي.

وفي تصريح آخر، أبرز المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بعمالة المضيق-الفنيدق، قاسم خلدون، أن نجاح التلميذين المنتميين لجمعية الأوائل للأطفال في وضعية إعاقة بعمالة المضيق الفنيدق، وبتفوق ملحوظ، يبرز جهود الجمعية في مجال الدمج المدرسي، ويؤكد وجاهة الشراكة التي تجمع مندوبية التعاون الوطني مع الجمعية، وذلك من خلال استفادة هذه الأخيرة من صندوق دعم التماسك الاجتماعي في إطار برامج تحسين تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بقيمة مالية سنوية تبلغ 840 ألف درهم.

من جانبه، اعتبر رئيس قسم العمل الاجتماعي لعمالة المضيق الفنيدق محمد البرقوقي، أن تتويج التلميذين مريم صالح ومحمد الدهبي هو تتويج لمجموعة من الشركاء والمتدخلين في عدة برامج موجهة لهذه الفئة من الأطفال، لاسيما برنامج تحسين تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة التابع لصندوق دعم التماسك الاجتماعي، وبرنامج التربية الدامجة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبرامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتبر الأشخاص في وضعية إعاقة إحدى أهم الفئات المستهدفة من برامج هذه المرحلة.

وأشاد المسؤول بأن هذه البرامج تعمل على تعزيز مكتسبات الأطفال في وضعية إعاقة ومحو الفوارق الاجتماعية بين الأطفال، معتبرا أن هذا التتويج نموذج حي عن جهود المؤسسات والجمعيات الشريكة في تنفيذ هذه البرامج.

يشار الى أن عدد التلاميذ في وضعية إعاقة الحاصلين على شهادة الباكلوريا دورة 2023 العادية على صعيد الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بلغ 79 تلميذا بنسبة نجاح بلغت 63,7 في المائة، اثنين منهم حصلا على ميزة حسن جدا، و10 منهم حصلوا على ميزة حسن، و22 تلميذا حصلوا على ميزة مستحسن، و45 تلميذا حصلوا على ميزة مقبول.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...