مركز “الأندلس”، بنية تربوية نموذجية في خدمة التعليم الأولي بتطوان

و.م.ع

بأحد سفوح جبل درسة بمدينة تطوان، تم تشييد مركز التعليم الأولي “الأندلس” بحي سيدي البهروري ليسد الخصاص الحاصل بمجموعة من الأحياء الهامشية للحمامة البيضاء.

لا يتعلق الأمر بوحدة عادية متخصصة في التعليم الأولي، بل بمركز متكامل الخدمات فتح أبوابه برسم الموسم الدراسي 2022 – 2023 ليستقبل الأطفال من 4 إلى 6 سنوات لتلقي أولى مبادئ الدراسة في بيئة تمتاز بجودة التكوين والتجهيز.

ويتكون المركز، الذي يتوفر على بنية تحتية يمكنها استيعاب 300 طفلا، من 6 حجرات دراسية للتعليم الأولي، وقاعة متعددة الأنشطة، وقاعة متعددة الوسائط للاجتماعات والتكوين، وباحة لعب، وقاعة للمربيات، ومرافق صحية.

وأكد يونس يفلح العمراني، رئيس مصلحة الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تطوان، إن مركز التعليم الأولي بحي سيدي البهروري أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، بغلاف مالي يقدر ب 5,2 مليون درهم، موزعة بين 4,5 مليون درهم للبناء و 700 ألف درهم للتجهيزات.

وأضاف المتحدث أن هذا المركز، المشيد بتعاون مع شركاء المبادرة ،لاسيما المديرية الإقليمية للتربية الوطنية التي وفرت الوعاء العقاري والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي المشرفة على التسيير، يمتاز بكونه جاء في منطقة عالية الكثافة السكانية، وبالتالي تم التفكير في بناء مركز بطاقة استيعابية كبيرة تناهز استقبال 300 طفل.

وأشار إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار البرنامج الوطني لتعميم التعليم الأولي بالمغرب، وهو يشكل دافعة أساسية ورافعة للدفع بالتنمية البشرية، لاسيما بالنسبة للأجيال الصاعدة، وذلك تماشيا مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

إعلان

بدوره، سجل حسن العلوي، منسق التعليم الأولي بمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتطوان، أنه بفضل مركز التعليم الأولي “الأندلس”، الذي يعتبر معلمة فريدة ومتميزة في منطقة كانت تعاني خصاصا في هذه الخدمة، فاق معدل تغطية مدينة تطوان بوحدات التعليم الأولي 90 في المائة، مشيدا بالشراكة القائمة مع عمالة إقليم تطوان، عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.

وشكلت هذه المعلمة إضافة نوعية للأحياء العليا لتطوان، وهو ما يعكسه الإقبال الكبير للأسر على تسجيل أبنائها بين 4 و 6 سنوات للاستفادة بشكل مجاني من خدمات التعليم الأولي بمركز “الأندلس”.

أطفال في عمر الزهور وجدوا في المركز، الذي يتوفر على تجهيزات بجودة عالية، فضاء للتعلم عن طريق اللعب، من أجل اكتساب المعارف الأولى الأساسية من قبيل الأحرف والأرقام وأيام الأسبوع، بتأطير من مربيات متخصصات في بيداغوجية التعلم باللعب.

في هذا السياق، قال ياسين السليماني، المسؤول الإقليمي عن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بتطوان، أن المركز ذي الطاقة الاستيعابية الكبيرة وفر 12 منصب شغل مباشر، من بينهم ما يخص مربيات تلقين تكوينا يصل إلى 400 ساعة خلال شهر يوليوز، في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الجسيمة .

من جانبها، ذكرت بشرى مشطاط، مربية بالمركز، أنها بعد تلقي تكوين متخصص في التعليم الأولي والذي تطرق لعدة مصوغات متعلقة بالطفل وإلى مجموعة من البيداغوجيات المعتمدة في التعليم الأولي، لاسيما بيداغوجية التعلم باللعب المعتمدة من قبل المؤسسة، شرعت في تربية وتأطير الأطفال الوافدين على المركز برسم الموسم الدراسي الحالي، معتبرة أن بيداغوجية التعلم عن طريق اللعب تتيح للأطفال تلقي المعارف الأساسية عبر فقرات ترفيهية تسمح لهم بالتعبير عن قدراتهم.

بالفعل، يعد هذا المركز بنية تربوية فريدة على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو ثمرة شراكة فاعلة حرصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على ترسيخها محليا لضمان التقائية جهود مختلف المتدخلين في التنمية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...