قامت كي كيم، مساعدة نائبة الرئيسة المديرة العامة لهيئة تحدي الألفية الأمريكية، اليوم الأربعاء، بزيارة للثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس، وهي إحدى المؤسسات المدرسية الأربع والثلاثين المستفيدة على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة من مشروع “التعليم الثانوي”، المندرج ضمن برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الموقع بين المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.
ونوهت السيدة كيم، خلال هذه الزيارة، بالتنزيل الموفق لنموذج “ثانوية التحدي”، المكون الرئيسي لمشروع “التعليم الثانوي”، على مستوى هذه المؤسسة المدرسية، الذي يهدف إلى الارتقاء بفعاليتها وأدائها وتجويد التعلمات والنتائج الدراسية لتلاميذها. وتحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل نموذج ” ثانوية التحدي” من دعم مندمج يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهاج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.
وحسب بلاغ بالمناسبة، شكلت هذه الزيارة، التي تميزت بمشاركة السيدة مليكة العسري، المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، والسيدة كيري مونهان، المديرة المقيمة لهيئة تحدي الألفية الأمريكية بالمغرب، والسيد رشيد ريان، المدير الإقليمي للتربية الوطنية بطنجة، مناسبة للقاء التلاميذ والأساتذة، المستفيدين الأساسيين من الاستثمارات المنجزة بهذه المؤسسة المدرسية.
وأكدت السيدة كي كيم على أهمية مواصلة وتعزيز الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف المعنية لضمان الأثر الإيجابي المتوقع من تنزيل نموذج ” ثانوية التحدي”، الذي يستفيد منه سنويا حوالي 85 ألف تلميذ وتلميذة و3.600 أستاذ وأستاذة بتسعين مؤسسة تعليمية بجهات طنجة-تطوان-الحسيمة ومراكش-آسفي وفاس-مكناس، داعية إلى العمل على ضمان استدامة هذا النموذج وتنزيله على نطاق أوسع بعد نهاية “الميثاق الثاني”.
كما أتاحت هذه الزيارة للسيدة كيم والوفد المرافق لها فرصة الالتقاء وتبادل الآراء مع أعضاء لجنة قيادة “مشروع المؤسسة المندمج”، الذي يعتبر الركيزة الأساسية لنموذج “ثانوية التحدي” والاطلاع على التقدم المحرز في تنفيذ التدابير المبرمجة في إطار هذا المشروع.
ويعتبر “مشروع المؤسسة المندمج”، الذي تم إعداده وفق منهجية تشاركية، بمثابة خارطة طريق تحدد أولويات التدخل على مستوى كل مؤسسة تعليمية، وكذا العمليات التي يتعين تنفيذها، والميزانية اللازمة لذلك. ويتمحور “مشروع المؤسسة المندمج” حول ثلاث أولويات، وهي الرفع من جودة التعليم، وتعزيز المساواة والانفتاح، وتشجيع الإبداع والابتكار التربويين.
بالإضافة إلى ذلك، مكنت الزيارة أعضاء الوفد من الوقوف على أشغال البنيات التحتية التي تم إنجازها بالثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بهدف تحسين المحيط المادي للتعلمات لفائدة حوالي 1.200 تلميذا يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة. وشملت هذه الأشغال على الخصوص إقامة مرافق صحية، وتغطية الملاعب الرياضية على مساحة 1.085 متر مربع وترميم أرضياتها، وإنشاء قاعات متعددة الوسائط، وتجديد شبكات الكهرباء والسباكة.
بعد ذلك، اطلع الوفد على الاستعمال الأمثل للمعدات المعلوماتية والديداكتيكية التي سلمت لهذه المؤسسة لدعم تنفيذ نموذج “ثانوية التحدي”. وتتألف المعدات المعلوماتية، التي ستسهم في الجهود المبذولة قصد توفير تعليم ذي جودة، أساسا من حواسيب محمولة ومكتبية، وطابعات متعددة الوظائف، وخوادم مشتركة للتخزين، وأدوات للربط اللاسلكي بشبكة الأنترنيت، وحقائب متعددة الوسائط، وأجهزة لعرض الفيديو، وشاشات للعرض، بالإضافة إلى حزمة من البرامج المعلوماتية.
من جهتها، ستمكن المعدات الديداكتيكية من تجهيز مختبرات علوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء. وتهدف هذه المعدات، التي تتألف من مجموعات مختبرات للفيزياء-الكيمياء بمساعدة الحاسوب، وأجهزة للقياس، ومجموعات لإنجاز التجارب المرتبطة بالفيزياء-الكيمياء وعلوم الحياة والأرض، إلى تشجيع ممارسات تربوية مبتكرة لتجويد تعليم المواد العلمية المذكورة أعلاه وتعزيز اكتساب التلاميذ وتملكهم للمفاهيم والمهارات المرتبطة بهذه العلوم التجريبية.
إلى ذلك، تبادلت السيد كيم وجهات النظر مع التلاميذ والأساتذة المشاركين في النوادي المدرسية التي أحدثت بهذه المؤسسة (الفنون، والموسيقى والكورال، والمسرح، والمهارات الحياتية، إلخ.)، والتي ستمكن التلاميذ من تعزيز مهاراتهم الفردية والمهنية وتحسين قابلية تشغيلهم.
للتذكير، يتم تنزيل مشروع “التعليم الثانوي”، الذي تمت بلورته في اتساق تام مع مقتضيات القانون-الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والذي خصص له غلاف مالي قدره 111,4 مليون دولار، بتعاون وثيق مع قطاع التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية.