قدم المركز الإقليمي للمساعدة الاجتماعية بمرتيل، الذي أحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم المضيق الفنيدق ، الدعم ل1860 شخصا في وضعية هشاشة ، وذلك منذ بداية السنة الجارية والى غاية بداية الشهر الجاري .
فقد قدمت المساعدات ، في إطار التنسيق مع الوحدات المتنقلة التي يشرف عليها رجال السلطة ، ل 257 شخصا في إطار حملة الشتاء ، و347 في إطار حملة دعم الأشخاص في وضعية الشارع ، و711 لأشخاص لم يبلغوا سن الرشد في إطار حملة القاصرين المرحلين من مدينة سبتة السليبة ، و432 شخصا حاولوا العبور نحو سبتة السليبة عبر إيوائهم مؤقتا والعناية الصحية والاجتماعية بهم .
وتندرج مبادرة المركز في إطار العمل الميداني للتخفيف من حدة آثار موجة البرد القارس وغيرها من الحالات الاستثنائية ، التي تعرفها مختلف جماعات إقليم المضيق الفنيدق .
ويشرف المركز، الذي أحدث في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة سنة 2019، على تنفيذ برنامج إقليمي للحد من ظاهرة التسول والتشرد بعمالة المضيق- الفنيدق عبر العمل المنسق والتشاركي لدعم كافة الفئات المجتمعية التي تعاني من هذه الظاهرة، من خلال تقديم مساعدة استعجالية لها لحمايتها وإيوائها مؤقتا، ثم العمل على إعادة إدماجها في النسيج الاجتماعي.
ويشتغل المركز على 3 أنواع من الإدماج الاجتماعي، وتتمثل في الإدماج العائلي للمستفيد، أو الإدماج في إحدى المؤسسات الاجتماعية للاستقبال على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني، إلى جانب الإدماج السوسيو- اقتصادي، من خلال توفير تكوينات ودعم لإحداث أنشطة مدرة للدخل تمكن المستفيدين من توفير سبل العيش الكريم داخل المجتمع.
كما يعمل المركز منذ إنشائه و الذي تطلب تأهيله غلافا ماليا بقيمة تفوق 3,6 مليون درهم، على توجيه النزلاء إلى مؤسسات تعمل على إدماجهم من جديد في النسيج الاجتماعي، والبحث والاتصال بعائلاتهم لاستعادتهم خاصة ما يتعلق بالقاصرين .
بالموازاة مع المركز، تم إحداث وحدات متنقلة للمساعدة الاجتماعية بعمالة المضيق- الفنيدق، والتي تعتبر آلية فعالة لتمكين كافة الشركاء من التدخل السريع ميدانيا لتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية لإعادة الثقة للفئات المستهدفة والسهر على معالجة وضعياتها في احترام تام لكرامتها الإنسانية.
ولإنجاح هذا المشروع، تم إحداث لجنة إقليمية للحد من ظاهرة التسول والتشرد بتراب عمالة المضيق- الفنيدق والتي تعد آلية مؤسساتية تضم كافة الشركاء من قطاعات حكومية وجماعات ترابية وجمعيات المجتمع المدني، كما تعتبر إطارا لترسيخ المقاربة التشاركية كخيار استراتيجي لرصد ومحاربة هذه الظواهر الاجتماعية.
وتقوم هذه اللجنة بتشريح واقع الحالات الاجتماعية والظواهر الاجتماعية وآفاقها المستقبلية، حيث يتم تجميع المعطيات الكمية والكيفية حول الفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة، وتحديد مؤشرات دورية تمكن من تتبع ومناقشة وتحليل واقع وآفاق مجال حماية ورعاية الأشخاص في وضعية هشاشة وتوسيع مجالات التشاور والشراكة مع كافة المتدخلين الاجتماعيين..
ويجسد المركز فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية القائمة على الالتقائية بين مختلف الشركاء من أجل العناية بهذه الفئات لخفض مؤشرات الهشاشة، وهو نموذج لحسن تدبير الإمكانيات المتاحة بهدف توفير فضاء للتكفل بحالات التشرد في عمالة المضيق- الفنيدق التي تعتبر واجهة سياحية بحرية للمغرب.