مكاتب التصويت شبه مهجورة في طنجة

في مدرسة يوسف ابن تاشفين في حي كاسبراطا في طنجة كانت مكاتب التصويت السبعة في المدرسة تنتظر الناخبين كأنها تنتظر مفاجأة سارة. أفراد الأمن الثلاثة في باب المدرسة ينظرون بتكاسل إلى الداخلين القليلين وكأنهم يستغربون مجيئهم في التاسعة صباحا.

مكاتب التصويت شبه مهجورة في طنجة
في مدرسة يوسف ابن تاشفين في حي كاسبراطا في طنجة كانت مكاتب التصويت السبعة في المدرسة تنتظر الناخبين كأنها تنتظر مفاجأة سارة. أفراد الأمن الثلاثة في باب المدرسة ينظرون بتكاسل إلى الداخلين القليلين وكأنهم يستغربون مجيئهم في التاسعة صباحا.

إعلان

أعضاء المكاتب ومراقبو الأحزاب ينظرون من خلف الزجاج إلى أي داخل وكل مكتب يتمنى أن يكون القادم من نصيبه. قال رجل يقف قرب الباب إنه منذ الثامنة صباحا يكون قد دخل إلى المكان عشرة أشخاص، وأضاف بنبرة جازمة أن نسبة أكبر من المصوتين سيأتون بعد صلاة الظهر.
وفي مركز التصويت بثانوية العباس السبتي في الحي الجديد، كانت نسبة المصوتين أكبر قليلا على الساعة التاسعة والنصف. رجل عجوز بلحية بيضاء كان يخطو متثاقلا نحو المركز وفي الباب التقى شابا قوي البنية وحضنه بحرارة.
في الباب سيارة «هوندا بيكوب» بداخلها الكثير من خبز «الكرواسان» والحليب من أجل فطور المشرفين على العملية الانتخابية في المركز. في كثير من قاعات التصويت كان الجالسون يتبادلون صحيفة ويضحكون من رسوم الكاريكاتير من بينها رسم يصور مرشحا يقبل حذاء ناخب.
داخل الثانوية سبعة مكاتب وهناك خبز وحليب على الموائد وشباب يقفون على الأبواب وقليل جدا من المصوتين. نساء مسنات محجبات يدخلن المركز، بينما تبدو الصناديق شبه فارغة. عدد الأوراق فيها يتراوح بين خمسة و15.
بعد نصف ساعة بدا مركز التصويت في ثانوية ابن خلدون، القريب من المدرسة الأمريكية، مشابها لباقي المراكز. أقسام التصويت بها الكثير من الخبز وكؤوس الحليب الفارغة التي بقيت على الموائد، بينما بدا أشخاص داخل قاعة تصويت يمازحون رجلا مسنا دخل للتصويت لأنهم أصيبوا بالملل.
على جدران المركز علقت أوراق عليها صور هاتف نقال وفوقه خط أحمر وعبارة تقول «ممنوع استعمال الهاتف النقال».
الصناديق داخل الأقسام شبه فارغة وبها أوراق قليلة جدا. دخل رجل متوسط السن وسأل إلى أي مكتب من المكاتب التسعة يجب أن يتوجه من أجل التصويت. ثم ظهر رجل يبحث عن مسجد الثانوية، وبعدها علا صوت شاب يتحدث في هاتفه المحمول ويقول إنه تم منع والده من دخول مكتب للتصويت في المدينة وطُلب منه الإدلاء بورقة إشهاد.
خرجت امرأة رفقة ابنتها من مركز التصويت وعندما سئلت عن المرشح الذي صوتت له ابتسمت ونظرت إلى ابنتها وقالت «الخاوي في الخاوي».
مركز التصويت في ثانوية ابن الخطيب عمه بعض الارتباك. على الساعة الحادية عشرة صباحا بدا المركز شبه فارغ. وقفت سيارة مرسيديس سوداء يقودها رجل ونزلت زوجته وبقي الرجل في السيارة. يبدو أن المرأة تصوّت وزوجها يقاطع.
في القاعة رقم 265 كان الصندوق الزجاجي يضم ورقتين انتخابيتين لا غير، بينما كانت فتاة محجبة جميلة تنظر إلى الصندوق غير مصدقة لما تراه ثم تنظر إلى الباب كأنها تنتظر أن يأتي الفرج في أية لحظة.
في القاعة رقم 271 كان رجل أسمر يجلس بكسل على كرسي قبالة الصندوق الزجاجي وهو يمسك بهاتفه النقال ويكتب رسالة هاتفية حسبما يبدو. على باب القاعة ورقة كتبت عليها عبارة «ممنوع استعمال الهاتف النقال. في باب القاعة رجل يطلب من رجل آخر تسليمه بطاقة التعريف الوطنية من أجل تشغليه في المركز.
في كل مراكز الانتخاب لا يظهر أثر لسماسرة الانتخابات كما كان يحدث في السابق. هناك القليل من السيارات وأفراد الأمن.
في شارع فاس، قال تجار إن امرأة بدينة وقصيرة القامة وممتلئة الوجه وترتدي قميصا أبيض وسروالا أسود وبشعر رطب وقصير كانت تدخل بعض المتاجر وتطلب من أصحابها ومن الزبناء أن يصوتوا لصالح مرشح كان ممنوعا من خوض الانتخابات. انتقلت المرأة بين عدة متاجر وهي تقوم بحملتها الدعائية في صباح يوم الانتخابات. بعض الذين التقتهم قالوا إنها طلبت منهم أن يصوتوا للمرشح الذي يلقب بالديناصور وطلبت منهم أن يتوجهوا عند شخص يشتغل في شركة أمانديس إذا أرادوا شيئا ما.
في حي الدرادب الشعبي تحدث الناس صباح يوم الانتخابات عن مرشح من الدواجن يدفع 500 درهم للصوت. بعض السكان قالوا إن شخصا يدعى «العر…»، ومعلما يدعى «مح…»، هم من أهم سماسرة المرشح صاحب النظارات الداكنة. لكنها شهادات يصعب التأكد من مصداقيتها على الرغم من أنها منتشرة على نطاق واسع.

عبد الله الدامون

مكاتب التصويت شبه مهجورة في طنجة

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...