رئيس تحرير ‘طنجة نيوز’ ضيف صفحة الإعلام بجريدة الحركة اليومية

استضاف ملحق “إعلام” بجريدة الحركة في عددها ليوم الخميس 13 يناير 2011، عبد الواحد استيتو، رئيس تحرير مجلة طنجة نيوز الإلكترونية، في حوار مطول نشر في صفحة كاملة.
استضاف ملحق “إعلام” بجريدة الحركة في عددها ليوم الخميس 13 يناير 2011، عبد الواحد استيتو، رئيس تحرير مجلة طنجة نيوز الإلكترونية، في حوار مطول نشر في صفحة كاملة.

وقد اشتمل الحوار على عدد من المحاور، خصوصا حول مستقبل الصحافة الإلكترونية، ومدى تأثيرها على الورقية، وكذا حول أهمية تقنين ميدان الصحافة الإلكترونية والاعتراف بها قانونيا.

فيما يلي نص الحوار:

كيف كانت تجربتك من خلال الصحافة الالكترونية و المكتوبة؟
اسمحي لي أن أجيب على سؤالك بعكس الترتيب الذي ذكرت، أي بداية بالصحافة المكتوبة ثم الإلكترونية. طبعا، فقد سبقت تجربتي في الصحافة المكتوبة نظيرتها الإلكترونية بسنتين أو ثلاثة، لكن التجربة الإلكترونية تبقى طاغية ولها نصيب الأسد في مشواري الذي بدأته سنة 1997 كمراسل لبعض الجرائد الوطنية كالحركة وعالم الرياضة. حيث طغى وقتها على التجربة طابع السذاجة في شقيها: المهني والإنساني. حيث كانت عملية الحبو في عالم متشابك لا أدرك تضاريسه صعبة فعلا، ومليئة بالعقبات المادية كما تعلمين، خصوصا أن فكرة “التطوع” كانت هي الطاغية على مراسلي الصحف، ولم يكن المراسلون يؤخذون بالجدية اللازمة.
لحسن حظي، إذن، أنني لم أطل مكوثي الورقي وانتقلت إلى الإلكتروني سنة 2000 كمراسل ومحرر بموقع عربيات وموقع باب السعودييــْــن، ثم موقع إسلام أون لاين وعدد من المواقع الأخرى.
والغريب أن ذاك الانتقال كان سلسا من جهة، وذو مردود مادي مفاجئ حتى بالنسبة لي كمحرر إلكتروني وقتها. حيث كانت لازالت فكرة الكتابة في المواقع الإخبارية غير واردة على الصعيد الوطني وحتى العربي، فما بالك بالكتابة ثم تلقي تعويض مادي محترم عن الأمر؟
كما أغتنم هذه الفرصة لأشير أنني، بلا فخر، ربما، أول مراسل إلكتروني قام بالكتابة من المغرب بالمواقع العربية الإلكترونية. وطبعا لا زالت أول مراسلة لي بموقع عربيات في أرشيف الموقع ويمكن الاطلاع عليها، وذلك سنة 2000. وعلى قدر علمي، كانت تلك أول مراسلة إلكترونية من المغرب. لكن إن ثبت العكس، فاضربي بكلامي هذا عرض الحائط.

ماهي الصعوبات التي واجهتك في مشوارك الصحفي؟
لنقل أنه كله على بعضه صعوبات، وأنت ابنة الميدان وتفهمين جيدا عمـّـاذا نتحدث. وتزداد الصعوبة بالنسبة لي لأنني لم أكن أحمل دبلوما في الصحافة في بداية مشواري، إنما مارستها بحكم الخبرة المهنية والأدبية، إضافة لبعض الدورات التكوينية. هل نقص هذا من قيمة ما أكتب؟ على حسب تجربتي، الجواب هو: لا. لكن بالتأكيد تبقى مسألة غياب شهادة عقبة في أكثر من فرصة كانت في المتناول وطارت لأن شهادة ما في الصحافة لم تكن موجودة. ولعل هذه أصعب عقبة واجهتني فعلا.

ماهي الإكراهات التي تصادف الصحافة الالكترونية؟
هناك إكراهات عديدة، منها أن القارئ والمتصفح، خصوصا الجيل ما بين 30 سنة فما فوق، لازال يتعامل مع المواقع الإلكترونية بنوع من الاستخفاف، ولازال – للأسف – الكثير من الزوار لا يفرقون بين موقع إخباري ومدونة ومنتدى.
وكل هذه المصطلحات يلخصونها في كلمة واحدة: الإنترنت. ويمكنك ببساطة أن تسمعي عبارة “قالوها ف الإنترنت” أو ” شوفناها في الإنترنت”، دون أي تمييز بين المصادر. وهذا للأسف يجعلك – كصحافي إلكتروني- دائما في موقف المتهم والمدافع عما تقدمه، ولابد أن تردد في كل مرة: نحن موقع إخباري ولسنا هذا أو ذاك.

ماهي الخصائص التي تميز الصحافة الالكترونية عن الصحافة المكتوبة؟
أول خاصية في نظري هي سرعة نقل الخبر، حيث يمكن في الصحافة الإلكترونية أن تنقل الخبر بعد حدوثه بثوان، مع الصور والتفاصيل، بل والفيديو أيضا. كما أنها في متناول القارئ في أية لحظة، وتوفر له سهولة الانتقال بين هذا الخبر وذاك بنقرة زر فقط. بينما الصحافة المكتوبة، خصوصا في المغرب، لازال يفصل فيها بين عدد اليوم وعدد الأمس 24 ساعة، وكلنا نعلم ما الذي يمكن أن يحدث في 24 ساعة في عالم متسارع وعامر بالأحداث بكل أنواعها.

ما هي أبرز خصائص الصحافة الإلكترونية؟ و هل فعلا أصبحت منافسا قويا بالنسبة الصحافة المكتوبة ؟
تتمة للحديث السالف الذكر، يمكن أن أقول أن الخاصية الأخرى التي تميز وبالشدة الصحافة الإلكترونية هي إمكانية التفاعل من طرف القارئ، حيث يصبح عنصرا فاعلا، مرسلا أيضا، وليس مستقبلا فقط للمعلومة. وذلك من خلال إمكانية التعليق على الخبر أو المقال سواء نقدا أو مدحا. وكم من تعليق أخذ نصيب الأسد من الاهتمام فطغى بذلك على المقال الرئيسي نفسه. هل هذه المسألة إيجابية دائما؟ هذا نقاش يطول.
بالنسبة للمنافسة، فهو مصطلح قاسي بعض الشيء، أفضل أن أسميه انتقالا فقط. كل ما يحدث، وسيحدث، هو أن الصحافة المكتوبة ستتراجع تدريجيا لتفسح المجال للإلكترونية بشكل سلس مع مرور الوقت. مثلما أفسح غوتنبرغ الطريق لقلم بيك ليغزو الدنيا، سيكون على قلم بيك أن يتنحى قليلا ليفسح الطريق للوحة المفاتيح… بهذه البساطة.
نفس الجرائد التي توجد الآن بشكل ورقي، ستبدأ بالاعتماد بشكل كلي على الإصدار الإلكتروني، وستحافظ على نفس نسق العمل مع ضرورة تطوير العاملين بها ليصيروا صحافيين إلكترونيين قادرين على مواكبة ما يتطلبه هذا النوع من الصحافة.
لكنني أعتقد أنه لازال أمامنا عقد أو عقدين من الزمن لنصل إلى تلك المرحلة.

رأيك في الصحافة المكتوبة بالمغرب ؟
باستثناء بعض الصحف المستقلة التي تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، يمكن أن نقول أننا لازلنا ننتظر ماهو أفضل. نريد صحفا أقوى وأكثر كثافة وثراء. صحفا بحجم صحيفة الشرق الأوسط مثلا، بملاحق متنوعة، بصفحات جديدة، بأشياء تجعلنا نلتهمها التهاما، وليس فقط نطالعها من باب البد الذي ليس منه بد.

كيف ترى مستقبلها بعد اختراق الصحافة الالكترونية لهذا العالم ؟
أعتقد أنني أجبت عن هذا السؤال ضمنيا فيما سبق. وكما قلت لازال أمامنا بعض الوقت لنبدع ورقيا قبل أن يتنحى الورق بشكل كلي. وأنا أتحدث هنا على الصعيد الوطني، حيث لازالت هناك فرص حقيقية لظهور صحف جديدة يمكن أن تلقى إقبالا كبيرا دون أن تتأثر بالزحف الإلكتروني. لكن، بعد عشر أوعشرين سنة مثلا سيكون من الصعب جدا الحديث عن صحافة ورقية في خضم ظهور وسائل إلكترونية جديدة كالآي فون والآي باد.

ما رأيك في الحوار الوطني حول الإعلام و المجتمع؟
تعرفين أن مثل هذه المبادرات يصعب على المرء أن يمسك بها. هناك عدد من الأطراف ناقصة في هذا الحوار ولم يتم إدماجها، هناك غموض كبير في كيفية وطريقة طرح الإشكالات والمواضيع. هناك وهناك وهناك. يريد الصحافي أشياء أكثر وضوحا تحسن من وضعه في كل النواحي، ويريد أن يكون أقرب أكثر من مثل هذه المبادرات، لا أن يتم التعامل معه ك”شيء” فقط.

هل للصحافة الالكترونية لها نصيب من الإشهار و الإعلانات ؟
نوعا ما، بدأ المعلن المحلي يفهم مؤخرا ضرورة الإعلان إلكترونيا. هي حسبة بسيطة في نظري: هل تفضل أن يرى إعلانك 20 ألف شخص في اليوم مثلا بالنسبة لموقع إخباري محلي، أم تفضل أن تعلن في جريدة محلية تبيع ألف نسخة في الأسبوع؟ الجواب، منطقيا وتجاريا، واضح. لكن، مع ذلك لازال هناك ميل نحو الصحافة الورقية باعتبارها أكثر “مصداقية ” بالنسبة للمعلن التقليدي.

الصحافة الالكترونية في المغرب غير مدر للدخل، كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟ وكيف تشتغلون؟
لقد نكأت الجرح بسؤالك هذا، وعملنا حاليا يكاد يكون تطوعيا مئة بالمئة. لدينا بضعة إعلانات لكنها بالكاد تكفي مصاريف الموقع، الذي يتخيل البعض أن كل شيء مجاني به. بينما إنشاء موقع إخباري محترم يكلف الكثير والكثير جدا ماديا، من خلال شراء مساحة الاستضافة، والصيانة، وتجديد إسم النطاق…إلخ. هذا دون الحديث عن المصاريف اليومية التي يتطلبها العمل الصحافي من تغطيات وصور وفيديوهات و…و..
الحقيقة أنها معادلة مربكة، لكن الأمور تسير في الأخير بنوع من “البركة” والتضحية. فلدينا قارئ ينتظر، ومتصفح لا يرحم شعاره: إما أن تأتيني بالجديد، أو أضغط على زر”أقفل” وينتهي الأمر في ثوان.

ما هي خلفيات اختيار مثل هذا الشعار طنجة نيوز؟
لا أعتقد أن هناك خلفيات، الإسم كما هو وكما يقرأ: إنه موقع إخباري خاص بطنجة، فلا أجمل ولا أفضل من أن يكون إسمه: “أخبار طنجة”، ستقولين لي أننا لم نستعمل كلمة “أخبار” واستعملنا كلمة “نيوز”، وسأقول لك أنها الضرورة الإلكترونية التي تفرض عليك استعمال كثير من المصطلحات لتسهيل أكثر من أمر.
أما من قام باختيار الشعار فهو الزميل مدير الموقع محمد النكري، وهو بالمناسبة من أنشأ الموقع قبل أن أنضم إليه بعد سنة من ذلك.

ماهي أهم الإصدارات التي أصدرتموها؟
أول إصداراتي كانت مجموعة قصصية مشتركة مع القاص محمد سعيد احجيوج، تلتها مجموعة قصصية بعنوان “هروب” حازت على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب.
كما صدر لي مؤخرا عن دار طويق للنشر بالسعودية كتاب ” هيا إلى النجاح” المتخصص في التنمية البشرية والتحفيز الذاتي.
وما دمنا نتحدث “إلكترونيا”، فقد صدر لي أيضا عن منشورات طنجة نيوز كتاب “الآخر” الإلكتروني، وهو رواية مترجمة للكاتب الفرنسي الراحل غي دي موبسان.


قد يعجبك ايضا
جار التحميل...