الأسرة أضحت تتعرض لتغيرات تهدد ثوابتها الدينية والوطنية توجب تحصينا من تبعات مد العولمة الجارف

أكد متدخلون في ندوة علمية دولية اليوم الجمعة بالرباط، أن الأسرة أضحت في زمن العولمة تتعرض لتطورات وتغيرات تهدد ثوابتها الدينية والوطنية، وكذا القيمية والقانونية، مما يستدعي تحصينا وتمنيعا “للخلية الأولى للمجتمع” من مغبة التحلل والتفكك، ومن مهاوي التأ

طنجة نيوز
أكد متدخلون في ندوة علمية دولية اليوم الجمعة بالرباط، أن الأسرة أضحت في زمن العولمة تتعرض لتطورات وتغيرات تهدد ثوابتها الدينية والوطنية، وكذا القيمية والقانونية، مما يستدعي تحصينا وتمنيعا “للخلية الأولى للمجتمع” من مغبة التحلل والتفكك، ومن مهاوي التأثر بالتبعات السلبية لمد العولمة الجارف.

وشدد المتدخلون في الندوة العلمية الدولية، التي ينظمها على مدى يومين، “مختبر الإنسان والفكر والأديان وحوار الحضارات”، وماستر “الاجتهاد في قضايا الأسرة وتجديد الخطاب” التابعين لجامعة محمد الخامس- كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حول موضوع “الاجتهاد والتجديد في قضايا الأسرة في السياق الكوني..سؤال الثابت والمتغير”، على ضرورة تسلح المفكرين والباحثين والمتخصصين في الاجتهاد والتجديد في منهج تناول قضايا الأسرة بـ”رؤية منفتحة على مختلف التخصصات ذات الصلة، الفقهية والقانونية والسوسيولوجية”، مبرزين مركزية مؤسسة الأسرة في البناء الاجتماعي، اعتبارا لأدوارها الهامة، في ما يتصل بترسيخ منظومة القيم عند الفرد، أو في ما يتعلق بتحصين البناء المجتمعي من كل مايقوض لبناته العقدية ومرتكزاته الثقافية المكونة لهويته الحضارية والناظمة لسلوكه الجمعي.

وبالنظر لكون “المدروس”، ممثلا في دراسة ومناقشة قضايا الأسرة تتجاذبه تيارات مختلفة، وتخصصات علمية فكرية متنوعة، وأضحى من أهم الإشكالات التي تواجه المفكر العربي في سياق معولم، فقد سجل المتدخلون الحاجة إلى إيلاء الاجتهاد في هذه الظرفية الراهنة، “والتي تقتضي فقها يساير العصر ويسير على خطاه”، الأهمية اللازمة بالنظر لمقاصده التجديدية الرامية إلى إيجاد حلول للإشكالات الآنية والمستقبلية، داعين النخب إلى مزيد من الانخراط لغاية دراسة مؤشرات “الأزمة” التي تسم الأسرة في سياق كوني، بغية بلورة بدائل لمختلف تجليات هذه الأزمة من قبيل ارتفاع مؤشرات الطلاق، وبروز ظاهرتي الأمهات العازبات، والنساء المعيلات للأسر.

إعلان

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن السياق العالمي انتقل من دراسة قضايا الأسرة من انتماءات جغرافية ضيقة إلى فضاءات رحبة، مسجلا الحاجة إلى فهم الظاهرة عبر “تحليل طبيعة التحولات السوسيوثقافية التي تعيشها الأسرة المغربية”.

واعتبر السيد الهاني أن الأسرة أضحت تواجه “تحديا وجوديا خطيرا، يفكك عناصرها ويهدد في المقابل كينونتها، كما يحد من قيم التكافل والتضامن التي طبعت مساراتها السالفة”، عازيا الأمر إلى طفوح قيم الفردانية وعوارض العولمة السلبية.

وأكد العميد ضرورة إعادة الاعتبار للقيم التي تقوي لحمة الأسرة وبالتالي المجتمع برمته، موردا في السياق ذاته أهمية الانفتاح على حكماء العالم من مختلف الديانات، من خلال تغليب فضيلة الحوار.

من جانبها، تطرقت جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي في كلمة بالمناسبة، إلى أدوار الجامعة المتمثلة في الانخراط في القضايا والتحولات الاجتماعية التي تسم راهن اليوم، وفي بناء شخصية الفرد، معتبرة الأسرة أساس التنشئة ومكونها المحوري، على غرار المدرسة والإعلام.

وشددت السيدة المصلي على أن الأسرة تضطلع بدور هام في إصلاح التعليم بالنظر لمركزيتها في المنظومة القيمية، مشيرة إلى أن العالم يشهد تحولات قيمية تسوقها الثروة الرقمية التي تمخض تبعات على المستوى الاجتماعي، وجب الانكباب على دراستها بـ”شكل علمي رصين”.

وبعدما اعتبرت المسؤولة الحكومية أنه لا يمكن لمجتمع أن يتنكب عن العلوم الإنسانية لمراميها النبيلة، أكدت أن الأسرة تشكل “خلفية أساسية لتحقيق التنمية المنشودة، وتضطلع بأدوار هامة في بلورة النموذج التنموي الجديد”، مبرزة أن المرأة المغربية “ظلت دوما حاضرة في حركية المجتمع”.

وتتناول الندوة التي تستغرق يومين محاور تتعلق على الخصوص بـ”التطور التشريعي والقانوني المتعلق بالأسرة”، و”المرأة والطفل في المواثيق الدولية”، و”قضايا الأسرة بين النسوية الغربية والنسوية الإسلامية”، و”قضايا الأسرة ومقاربة النوع”./

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...