ديمقراطية المغرب الجديد

و أخيرا ظهر السيد الوزير بابتسامته العريضة التي من خلالها حاول أن يوحي للمتتبع الكريم و كأن المغرب قد تجاوز أمريكا اقتصاديا فلا داعي للخوف أو الخجل من هذا الواقع المتردي ….
و أخيرا ظهر السيد الوزير بابتسامته العريضة التي من خلالها حاول أن يوحي للمتتبع الكريم و كأن المغرب قد تجاوز أمريكا اقتصاديا فلا داعي للخوف أو الخجل من هذا الواقع المتردي ….

المذيعة النشيطة حاولت أن تحصر الوزير باسئلتها اللبقة و الذكية وقد أدرجت له ربورتاجا حياعن مأساة الشباب المغربي المعطل … عن الضرب الذي يستقبلونه أمام قبة البرلمان وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة … عن عن حملة شهادة الدكتوراه الذين تحولوا إلى بائعي سجائر أو إسكافيين … عن الذين أحرقوا ابدانهم بالنار بعدما فشلت كل محاولاتهم في إيجاد حوار هادف مع الأطراف المعنية و المسؤولة عن حل مشاكلهم ….عن وعن وعن…..
كان الربورتاج جريئا في طروحاته التي لم تحرك في مشاعر وزيرنا غير أنه ابتسم أكثر وقال : إن أزمة البطالة أزمة عالمية وتوجد حتى في أمريكا التي هي اقوى دولة اقتصادية فما بالك بالمغرب هذا أمر عادي سيدتي ….
نعم سيدي الفاضل أمر عادي لمن لا يشعر بمشاكل المواطنيين ولا يجد لهم حلولا غير السهر للحفاض على امتيازاتهم التي حصلوا عليها من خلال هذا المواطن البئيس الذي بات يفكر في الموت ألف مرة في اليوم وهو يرى أن حياته بدأت أشبه بالمستحيلة فهو
فقط مطالب بالواجبات أما الحقوق أما الواجبات فلا يجد سوى القليل القليل أن لم نقل العدم , فكل من شخص يعيش في العراء ويقتات من فضلات الأكل وكأنه من الحيوانات …..
ولكي يظهر لنا السيد الوزير مدى حبه لهذا المواطن التعبان اقتصاديا المنهك اجتماعيا فقد بادر بالاعتراف لنا وبكل أمانة أن عائلته الكريمة هي الأخرى لم تسلم من هذه الآفــة حيث يوجد بين صفوفها عاطلون ….
كم كان الحوار مسليا ونحن نستمع إلى هذه التصريحات المستفزة التي لم تزد إلا سخطا و شجنا فحكومتنا المحترمة دائمة المقارنة بيننا وبين أمريكا حتى في العطالة … لكنها لم تقارن نفسها ولو لمرة واحدة بحكومة أمريكا وما تقدمه هاته الحكومة لمواطنيها من خدمات اعترافا منهم أنهم ما وجدوا إلا لخدمة المواطن وليس لخدمة مصالحهم و حسابات ابناكهم الخاصة ….
أما أنت أيها المواطن المغربي البسيط فما عليك إلا بالصبر وتقبل قوانينهم التي تأتي خدمة لهم وليس لك في شيء …. ما عليك إلا أن تصمت وليكن صمتك نهائيا لا مشكل … الأهم هو ألا تزعزع مصالح الوطن …. الوطن الذي لو كان ينطق لقال لهم : أبنائي بين أديكم أمانة إلى يوم الدين فماذا أنتم بهم فاعلون ؟؟؟؟؟؟
ماذا أنتم بهم فاعلون
ماذا أنتم بهم فاعلون ؟؟

بقلم فكري ولدعلي
Fikri_press@hotmail.fr

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...