غير هارّسوها عاود!!

تم إصلاح عدد من الشوارع مؤخرا بجل أحياء طنجة. الحمد لله والشكر لله، و لا يهمنا الأسباب التي كانت وراء هذه الإصلاحات السريعة والمحمومة. المهم أنها أصلحت وهذا هو ما نريده ولنترك الخلفيات لما بعد.
تم إصلاح عدد من الشوارع مؤخرا بجل أحياء طنجة. الحمد لله والشكر لله، و لا يهمنا الأسباب التي كانت وراء هذه الإصلاحات السريعة والمحمومة. المهم أنها أصلحت وهذا هو ما نريده ولنترك الخلفيات لما بعد.

لكن، بقدر ما ننتقد المسؤولين ونضغط بكل ما نملك من أقلام عليهم كي يصلحوا هذا الشارع، و يبلطوا ذاك الرصيف. بقدر ما نشعر بالرعب بعد أن تتم هذه الإصلاحات، ونتساءل:

هل كنا مخطئين عندما طالبنا بالإصلاحات؟ هل نستحق فعلا أن تكون الأمور على ما يرام أم أننا لا نستحق سوى شوارع مهدمة، و حفر تلو حفر، حتى يمكن أن نعيش بنوع من الأمان؟

هذه الأسئلة سببها هو أن بعض الشباب والمراهقين خصوصا، و بعض الكبار أحيانا، وجدوا في الشوارع التي تم إصلاحها مكانا ممتازا لممارسة الرالي وأصبحت أقدامهم تضغط على دواسة البنزين حتى تتضرع هذه المسكينة لله. كما شجعتهم الطرق المزفتة على التجاوز و المناورة بشكل يصعب معه أن تتخيل أنك في وسط المدينة، بل وتشك أن من يقوم بمثل هذه التصرفات يمتلك عقلا أصلا.

السرعة والمناورة و التجاوز بذلك الشكل الذي نراه ونعاينه يوميا، هو بمثابة “شروع في القتل”، و لا أجد له تسمية أخرى. وينبغي أن يعامل أولئك السائقون على أنهم مجرمون حقيقيون، دون محاولة إيجاد أي مبررات لهم. هؤلاء يستهينون بأرواح الراجلين و السائقين بشكل يوحي أنهم لايخشون القانون، و لا يهمهم إطلاقا أن يتسببوا في وفاة شخص أو أشخاص أو جرح آخرين.

من يفكر بهذا الشكل لا يمكن إلا أن يكون مجرما، أو على الأقل يحاول أن يكون كذلك. سائق السيارة المتهور الأخرق، هو بمثابة مجنون تم منحه سيفا بتارا، وإطلاقه في وسط سوق شعبي.. وبدل أن نضعه في مستشفى المجانين من أول يوم، قررنا أن نجربه وسط السوق .. على الله يهديه الله وما يعمل والو!

وحتى لو تم ضبطه وهو يحاول أن يهوي بالسيف على رأس أحدهم، فإننا نطلب منه التوقف أو نغرمه ب 300 درهم، و مرة أخرى .. نطلبو من الله مايعاودشي!!

قد أبدو متحاملا على هؤلاء، لكنني فعلا أعتقد أنهم نوع جديد من السفاحين الذين يشرعون في القتل يوميا، فبعضهم “ينجح” في مسعاه، و البعض الآخر يلطف الله به وبنا وتمر العاقبة على خير.

كما ذكرت في أول المقال، فقد كنا في منأى عن هذه المصائب نوعا ما، عندما كانت الحفر تملأ الشوارع، فقد كان أصحاب الرالي يخشون على سياراتهم ويضطرون للسير بسرعة منخفضة كي لا يخسروا سياراتهم. أما وقد أصبحت الطرقات كالزرابي، فمرحبا بالسرعة والحماقة والاستهتار بأرواح عباد الله.

وتكبر المشكلة عندما لا يقتصر الأمر على الطرقات الرئيسية الواسعة، بل يتعداها إلى أكثر الأحياء الشعبية ازدحاما، حتى أنني مؤخرا كنت أركب مع تاكسي كبير يقوده شيخ كبير بسرعة كبيرة قرب مدرسة بن خلدون مرورا ب”السويق”.. وبقدر ما كنت أدعو الله ألا يظهر أي طفل أو حتى حيوان فجأة، لأنه لن يكون هناك أي وقت للسائق ليتوقف، و بالتالي سنكون أمما كارثة. بقدر ما التزمت الصمت وأمسكت الكرسي بقوة، لأنني أعرف أنني لو تكلمت فلن أنتهي من النقاش والصراع إما في المحكمة أو سات فيلاج.. الله ينجينا و ينجيكم.

لكنني أسأل رجال القانون: ألا يندرج ما يقوم به هؤلاء السائقون تحت تسمية “الشروع في القتل”؟ ألا يستحقون نفس عقوبة الشارع في القتل؟ أم أنني مخطأ وهؤلاء ليسوا سوى مجرد مخالفين لقانون السير؟ ماذا نسمي سائقا يسير بسرعة جنونية وسط حي شعبي أو يتجاوز بنفس السرعة معرضا القادمين من الاتجاه المعاكس لخطر شديد؟

المهم، إذا تواصلت هذه المشاهد، و تواصلت معها الحوادث المميتة و الخطيرة، واستعصى المشكل على الحل.. فإنني أعتذر لكل مسؤول كتبت طالبا منه أن يصلح أي طريق.. بل وأتجاوز الاعتذار إلى طلب جديد:

وا غير هارسوها عاود !! اللهم السلامة، و لا الندامة!!

عبد الواحد استيتو

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...