قطار السبعة أيام يحدث تحولا في مفهوم تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة
بعدما كانوا قديما يمتطون ظهور الجمال ويتنقلون مشيا على الأقدام، أو على “الشقادف” ثم الحافلات، غير المريحة، أضحى حجاج بيت الله الحرام يتنقلون بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات ومزدلفة) بواسطة قطار المشاعر الذي يعمل سبعة أيام في السنة ليؤمن لهم نقلا سريعا وآمنا.
التشغيل الفعلي لقطار المشاعر، الذي انطلق أمس الثلاثاء، يتيح نقل مئات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام بين مشاعر منى وعرفات ومزدلفة عبر شبكة تضم 9 محطات، بطاقة استيعابية تتجاوز 72 ألف حاج في الساعة الواحدة.
واعتبر خالد الفرحان، المتحدث باسم الخطوط الحديدية السعودية (سار)، أن قطار المشاعر المقدسة يعد الوسيلة الأسرع لنقل الحجاج بين المشاعر، موضحا أنه يسهم في التخفيف من الازدحام الذي كانت تشهده الطرق بما يعادل 50 ألف حافلة.
وأفادت الخطوط الحديدية السعودية بأن حركة حشود الحجاج في قطار المشاعر المقدسة ومحطاته تدار عبر فريق متخصص، يتحدث أكثر من 7 لغات بما يضمن انسيابية التنقل وراحة ضيوف الرحمن.
واستكملت الخطوط الحديدية السعودية استعداداتها بالتنسيق والتكامل مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها الجهات الأمنية والخدمية المختصة، حيث تم تنفيذ خطة تشغيل تحضيري تضمنت حوالي 12 ألف رحلة تجريبية منذ شهر يناير الماضي، إضافة إلى أربع عمليات محاكاة متكاملة لظروف موسم الحج.
ومن خلال منظومة نقل فريدة، يعمل قطار السبعة أيام، وفق 5 حركات تشغيلية مختلفة، صممت خصيصا لتوافق طرق تنقل الحجاج بين المشاعر حسب النسك الذي هم بصدد تأديته.
ويتألف أسطول قطار المشاعر من 17 قطارا، بطاقة استيعابية تصل إلى 3 آلاف راكب لكل قطار، وبقدرة نقل إجمالية تتجاوز 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، مسهما بذلك في التخفيف من شدة الازدحام داخل المشاعر، والتقليص من انبعاثات الاحتباس الحراري على نحو صديق للبيئة.
ويعد قطار المشاعر المقدسة صديقا للبيئة، إذ يعمل بالطاقة الكهربائية، مما يسهم في الحفاظ على البيئة في منطقة المشاعر المقدسة وكذا على الصحة العامة لحجاج بيت الله الحرام.
ويتولى مركز التشغيل والتحكم في المقر الرئيسي لإدارة القطار تحديد مواقع توقفه ومروره بدقة، وذلك عبر 5 أنماط تشغيل مختلفة تبدأ من السابع من ذي الحجة وحتى نهاية أيام التشريق.
وباستخدام هذا القطار، الذي انطلق العمل به سنة 2010، وقع تحول كبير في مفهوم نقل الحشود الغفيرة في مدة زمنية محددة، ليعكس التطور الذي طرأ في وسائل النقل خلال موسم الحج.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الحجاج الذين وصلوا حتى الآن إلى الديار المقدسة بلغ مليون ونصف المليون حاج تقريبا من خارج المملكة العربية السعودية التي عبأت أكثر من 40 جهة حكومية، و250 ألف موظف خدمة لموسم الحج هذا العام.