يومان مأساويان بطنجة.. انتحاران متتاليان يهزان حيّي “الدرادب” و”البوليفار
شهدت مدينة طنجة، يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و13 يونيو، واقعتين مأساويتين بعد إقدام شابين على وضع حد لحياتهما في حادثتين منفصلتين، خلفتا صدمة كبيرة لدى عائلتيهما وساكنة الحيين المعنيين.
ففي حي “إبيزا” بمنطقة الدرادب، أقدم هشام بلهاشمي، البالغ من العمر 35 سنة، على الانتحار شنقًا بسطح منزل والدته، بعدما ربط شريطًا بقضيب حديدي ولفه حول عنقه. وقد اكتشفت والدته الواقعة المؤلمة بعد صعودها إلى السطح، حيث وجدت ابنها الوحيد جثة هامدة، فبادرت إلى طلب النجدة من الجيران وسط صراخ يملؤه الحزن.
ووفق تصريحات مقربين من الضحية، فإن هشام كان يعاني من اضطرابات نفسية بعد خروجه من السجن، حيث سبق أن قضى عقوبة حبسية على خلفية شكاية قدمتها فتاة يتردد أنها كانت تربطه بها علاقة عاطفية. وقد تم الإفراج عنه لاحقًا بعد تنازل عائلة المشتكية وارتباط الطرفين بعقد زواج، إلا أن هشام لم يتعافَ من تبعات تلك التجربة.
وانتقلت مصالح الشرطة القضائية إلى مسرح الحادث لمباشرة التحقيق، بينما جرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى الدوق ذو طوفار لإخضاعها للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة.
وفي واقعة أخرى منفصلة، شهد حي “فيلا فكيس” المتفرع عن شارع البوليفار، قبل نحو نصف ساعة من الحادث الأول، انتحار شاب من مواليد 1984، بعدما ألقى بنفسه من الطابق الثالث لعمارة سكنية. وقد ظل الشاب ملقى في بركة من الدماء إلى أن تدخلت عناصر الوقاية المدنية لنقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس، لكنه فارق الحياة في الطريق.
وأفادت مصادر متطابقة أن الشاب كان يقيم بين إسبانيا والمغرب، ويعاني من اضطرابات نفسية حادة، يُعتقد أنها كانت وراء إقدامه على الانتحار. وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا في الحادث للوقوف على خلفياته.
وتعيد هذه الحوادث المأساوية دق ناقوس الخطر بشأن استفحال الاضطرابات النفسية في صفوف الشباب، في غياب مواكبة ودعم نفسي كافٍ، خاصة بعد المرور بتجارب صعبة أو ظروف اجتماعية معقدة.