قضية التحرش الجماعي بكورنيش طنجة: استئنافية طنجة تخفف العقوبة ضد أربعة قاصرين
شهدت محكمة الاستئناف بمدينة طنجة، بحر الأسبوع المنصرم، فصلاً جديدًا في واحدة من القضايا التي هزت الرأي العام خلال صيف العام الماضي، والمتعلقة بالتحرش الجماعي بفتاة على كورنيش المدينة. فقد قررت غرفة الجنايات الاستئنافية خفض العقوبة الصادرة في حق أربعة قاصرين، من ثلاث سنوات إلى سنتين حبسا نافذا لكل واحد منهم.
وحسب ما أوردته مصادر إعلامية، فقد أيدت المحكمة في قرارها المبدئي الحكم الابتدائي، لكنها قررت تعديله من حيث العقوبة، مع تحميل أولياء أمور القاصرين الصائر التضامني، والإجبار في الأدنى، في جلسة نُظمت بشكل سري نظرًا لطبيعة الملف وحساسيته.
وكانت الواقعة قد أثارت موجة استنكار واسعة، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر مجموعة من القاصرين وهم يتحرشون بفتاة تسير على الكورنيش، في مشهد وُصف بالمهين والصادم، خاصة وأنه وقع في فضاء عمومي مفتوح، وفي وضح النهار.
النيابة العامة تابعت المتهمين بتهم تتعلق بهتك عرض أنثى بالعنف والمشاركة في ذلك، إلى جانب استهلاك المخدرات بالنسبة لبعضهم. وقد تمت محاكمتهم في حالة اعتقال داخل سجن طنجة 2، رغم عدم تمكن الجهات المعنية من التعرف على الضحية أو الاستماع إليها خلال جلسات المحاكمة.
التحقيقات الأولية التي أشرف عليها قاضي التحقيق كشفت أن الضحية كانت تزور طنجة بشكل سياحي، وهو ما صعّب مهمة الوصول إليها، خاصة بعد أن غادرت المدينة دون ترك أي معطيات تعريفية. غير أن اعترافات أحد المتهمين ساهمت في تعزيز المتابعة القضائية ضد باقي شركائه.
قضية الكورنيش، كما أطلق عليها بعض المتتبعين، أعادت إلى الواجهة النقاش حول الأمن في الفضاءات العمومية، والفراغ القانوني المتعلق بحماية النساء من التحرش الجماعي، خصوصًا في ظل صعوبة إثبات الوقائع عند غياب الضحية.