معرض القاهرة للكتاب.. لقاء فكري يناقش المشروع السردي عند الروائي المغربي محمد شكري
التئم ثلة من الاكاديميين والنقاد العرب، مساء اليوم الثلاثاء، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في اطار سلسلة الندوات المنظمة حول مشاريع السرد العربي لمناقشة وتحليل المشروع السردي عند الروائي المغربي محمد شكري.
وفي هذا الاطار، قال الاكاديمي والناقد المغربي ، محمد مشبال، إن الاهتمام الكبير بدراسة أدب ولغة محمد شكري في أعماله الادبية يرجع الى عدة عوامل شكلت هذا الادب المتفرد، كما يرجع للسياق الأدبي خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي سواء على مستوى الإنتاج الثقافي أو التلقي.
وأضاف أنه بعد صدور “الخبز الحافي” سيرة محمد شكري الذاتية وجدنا أدبا مختلفا في المغرب حيث كان الطابع السائد هو بؤس الخيال في الروايات مقارنة بنظيرتها العربية ، مؤكدا ان شكري استطاع ان ينتقل من البلاغة السردية التقليدية الى البلاغة “التثويرية” ، ومع هذه الرواية ظهر أسلوب روائي بعيد عن السرد المألوف.
وحسب الناقد المغربي فإنه يتعين أن نضع كتابات محمد شكري ضمن حوارية مع الكتابات الاخرى في زمنها ، حيث أن قيمتها الروائية لاتمكن في بنيتها النصية فقط بل تتعادها الى سياقها التلفظى وتشكلها الروائي، ذلك أن شكري دخل عالم الكتابة من وحي التجربة الحياتية ينحت لغته ونصه من الواقع المعيش وليس من باب التثقيف.
وتابع أن في كتابات محمد شكري تيمات جاذبة للقراءة ذلك أنه مارس الفعل الكتابي في أقصى صوره ونقل الواقع الى عالم الخطاب الجمالي كما انه في اطار الانزياحات استخدم بلاغة سردية غير مألوفة بابتعاده عن اللغة الفصيحة المسكوكة.
كما ان محمد شكري، يشير الناقد المغربي، استعاد وفق هذا المنظور شكل السرد العربي القديم حيث خرق قواعد النوع السيري كما هو معروف باعتماده على أسلوب التشويق والحكايات الصغيرة .
من جانبه ، قال الناقد المصري صبري حافظ، إن الروائي المغربي محمد شكري امتلك تجربة فريدة في الكتابة الروائية حيث استطاع منذ البداية الكتابة عن عوالم أدبية غير موجودة في عالمنا كما دخل إلى عوالم المسكوت عنه، وهي تجربة غير عادية كتبها بطريقة غير عادية إلى حد كبير فهو “ابن الهامش الاجتماعي الذي تحول كاتب كبير ولامع”.
واعتبر في هذا السياق أن الطريقة التي كتب بها شكري النص الروائي هي في حد ذاتها طريقة بالغة الفرادة و الخصوصية، بالرغم أنه كان أميا لم يتعلم القراءة والكتابة الا في مرحلة متقدمة من حياته.
وقال إن محمد شكري يعد أحد الروائيين المغاربة والعالميين الكبار الذين بصموا تاربخ الرواية حيث ان عمله “الخبز الحافي” يعتبر “وثيقة حقيقية لليأس الانساني” فهو أشبه بفرسان العالم القديم في قدرته على مواجهة الحياة بشغف وجنون.
وأضاف أن شكري يشكل ظاهرة فريدة في الادب العربي الحديث لها خصوصياتها حيث انه استطاع ان يكتب عن عالم مغاير للعوالم الادبية في القرن العشرين.
وتابع قائلا إن كتابة محمد شكري لها طبيعة متغيرة بين العملين الابداعيين “الخبز الحافي” و”الشطار”، حيث أنه عمل على تغيير بنية النص في “الشطار”، وأصبح النص يتسم بالتحرر ، فهو بهذا بجميع المعايير كاتب ذو مكانة مهمة في الادب الحديث،.
لذلك يمكن التأكيد ، يضيف الناقد المصري، أن الطريقة التي كتب بها شكري النص الروائي بالغة التفرد والخصوصية ، فجسد الكتابة عنده تحولت الى جسد التجربة وبنية السيرة النصية اكتست مفهوم التحرر من القهر الجسدي والروحي.
وسجل أن الروائي المغربي صور عالمه الذي عاش فيه دون مساحيق تجميل، وأنه بهذا المعنى يستحق التقدير والاحتفاء بشجاعته الأدبية وإقدامه على التصريح بما يسكت عنه.
بدوره اعتبر الناقد والكاتب المصري ، سمير مندي، أن محمد شكري يكتب من قلب الظلام للنور، معتبرا أن هناك تشابها بين سيرة محمد شكري في “الخبز الحافي” وسيرة طه حسين في “الأيام” من حيث خلفية كتابة النص الروائي، فكلاهما كشف عن واقع غير مقروء وغير مرئي.
كما ان رواية “الخبز الحافي” ، يشير الناقد مندي، قد غيرت الرؤية النقدية للرواية العربية حيث ان الجرأة التي توسل بها محمد شكري في أعماله الادبية فاقت الحدود .
وشارك المغرب في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي نظم ما بين 24 يناير الجاري و 6 فبراير الجاري، ب 11 دار نشر تعرض مستجدات الفكر والأدب المغربيين.
وضم الجناح المغربي أروقة لمختلف دور النشر المشاركة والتي تعرض ك تبا وإصدارات تستعرض مختلف جوانب الفكر والإبداع وكذا جوانب من تاريخ وثقافة المملكة وهويتها المتميزة التي تجمع بين التراث الأصيل والحداثة المستمرة.