أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار السيد عبد اللطيف ميراوي، اليوم الجمعة بمدينة طنجة، على تنصيب رؤساء مؤسسات جامعية تابعة لجامعة عبد المالك السعدي.
ويتعلق الأمر بالسادة محمد خرشيش مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، وعبد اللطيف مكرم عميد كلية العلوم بتطوان ، ومحمد العربي كركب عميد الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.
وبالمناسبة، التي حضرها الكاتب العام لولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة وممثلو مجلس الجهة وأكاديميون وشخصيات من عالم الفكر والبحث العلمي وطلبة، أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن الجامعة لم تعد فقط مؤسسة للتكوين الأكاديمي وفق المناهج الكلاسيكية المعتادة سابقا، بل أصبحت في صلب التنمية نظرا لأدوارها في تثمين الرأسمال البشري ومواكبة النموذج التنموي الجديد.
وأضاف أن الجامعة وإن كانت قد حافظت على مبادئها الأساسية الأصيلة المتمثلة خاصة في المواطنة الحقة، فإن أهدافها البيداغوجية والأكاديمية تغيرت بتغير الغاية من المؤسسات التعليمية العليا التي يتعين عليها إعداد إنسان الغد بحمولة معرفية جديدة لمواكبة ومسايرة متطلبات وتحديات العصر الحالي والمستقبلي، وتحولات الاقتصاد بمكوناته الصناعية والفلاحية والخدماتية وغيرها، وكذا حاجيات المجتمع للتطور والنمو في كل أبعاده.
وأكد السيد ميراوي أن التغيير لن يكون ممكنا إلا بأن نجعل للجامعة “هوية ذاتية وخصوصية ” في مجال البحث العلمي والتكوين الأكاديمي والعرض البيداغوجي ، الذي يتماشى مع حاجيات التنمية في كل جهة على حدة والمحيط الاقتصادي ، الذي لم يعد في المغرب اقتصادا كلاسيكيا بل أصبح اقتصادا لا يتطور فقط بل يأخذ ابعادا أخرى مستمدة من أسس التنمية المستادمة والاقتصاد الأخضر، وضرورات المحافظة على البيئة والانخراط من الباب الواسع في التحولات التكنولوجية والمعلوماتية التي يعرفها العصر الحديث .
من جهته، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني أن تنصيب المسؤولين الجامعيين يأتي في ظرفية خاصة تنكب فيها وزارة التعليم العالي على دعم المؤسسات العليا لتحقيق التغيير المنشود الذي يتماشى مع النموذج التنموي الجديد وتطلعات الشباب لاكتساب معارف ومهارات تمكنهم من ايجاد موطئ قدم لهم في محيطهم العام الذي بدوره يتطور باضطراد .
وشدد على أن الهدف من التغيير الذي تعرفه الجامعة على أكثر من صعيد ، بنيويا وعلميا وبيداغوجيا ، يهدف الى جعل هذه المؤسسة منارة إشعاع علمي وثقافي ، وتكوين طلبة بقدرات معرفية متجددة و ناجعة تواكب تحولات العصر في عالم يتقدم بخطوات هائلة، مشيرا الى أن الجامعة في المنطقة الشمالية يجب ان تواكب الطفرة التي تعرفها جهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأجمع رؤساء المؤسسات الجامعية المنصبون على أن الدور المحوري للجامعة المغربية عامة يتمثل في المساهمة في أوراش التغيير الجذري الذي تعرفه المملكة في العقدين الاخيرين والتفاعل معها عبر تهيئ أطر من المستوى العالي في جميع التخصصات، مع الانخراط بإيجابية في محيطها السوسيو ثقافي .
وأضافوا أن التركيز على الطالب كمحور للمشروع الجامعي هو اساسي وهام خاصة إذا جرت مواكبة هذا الهدف مع تقوية القدرات اللغوية للمعنيين بالتكوين، وتوسيع العرض البيداغوجي الذي يستجيب لمتطلبات سوق الشغل ، وضمان تعاون ثلاثي سلس بين الدولة والجامعة والجهة .